الأغوار.. كنوز مائية خارج سيطرة الفلسطينيين
تعد الأغوار ثاني أكبر حوض مائي في فلسطيني، استنادًا إلى بيانات سلطة المياه الفلسطينية، نظرًا لغزارة المياه الجوفية والسطحية فيها، ولكنها أكثر الأحواض المائية حرمانًا من الاستخدام بالنسبة للفلسطينيين.
ويقول الناشط في الأغوار عبد الله بشارات لمراسلنا إنه، وبسبب سيطرة الاحتلال، فإن مساحة الأراضي المروية في الأغوار حوالي 50,000 دونم من أصل 400,000 دونم أراض زراعية قابلة للري، وهي من أخصب الأراضي الفلسطينية القابلة للزراعة.
وتمتد الأغوار على طول الجزء الشمالي الشرقي من الضفة الغربية وتشمل كلاًّ من محافظة أريحا ومحافظة طوباس وجزءًا من محافظة نابلس، وتبلغ مساحة هذه المنطقة حوالي 1638 كيلومتر مربع وتشكل أكثر من 28% من مساحة الضفة الغربية والبالغة حوالي 5690 كيلو متر مربع.
انخفاض حاد بعدد الآبار
ويشير المتخصص في المياه محمد زايد لمراسلنا إلى أن عدد الآبار الجوفية الفلسطينية الكلي في مناطق الأغوار يقدر حاليًّا بحوالي 209 بئر، إلا أن غالبية هذه الآبار لا تعمل أو مهجورة بسبب الاحتلال.
وأردف: "غالبية هذه الآبار قديمة؛ حيث تم حفرها في أوائل الخمسينات في العهد الأردني، ولكن سيطرة الاحتلال "الإسرائيلي" على المنطقة حرم الفلسطينيين من إعادة تأهيل هذه الآبار".
ونوه بأن عدد الآبار الفلسطينية التي تعمل حاليًّا في مناطق الأغوار لا تزيد عن حوالي 89 بئرًا فلسطينيًّا تستخدم أساسًا لأغراض الزراعة، ويتراوح المعدل العام للاستخراج السنوي من تلك الآبار لآخر عشر سنوات بحوالي 10- 12 مليون متر مكعب / السنة فقط.
ويشير في المقابل إلى أن سلطات الاحتلال حفرت العديد من الآبار العميقة والتي تزيد عن 27 بئرًا، ذات الطاقة الإنتاجية العالية في مناطق الأغوار، والتي تتغذى من الطبقات الجوفية الجبلية العميقة والتي تؤثر سلبًا على التغذية الجانبية للآبار الفلسطينية والذي بدوره يضعف الآبار الفلسطينية الضحلة أساسًا؛ حيث يقدر معدل الاستخراج السنوي للآبار الصهيونية بحوالي 35 م مكعب.
22 ينبوع رئيسي
ويشير الباحث زايد إلى أن عدد الينابيع الرئيسية في الأغوار 22 ينبوعًا تتغذى مياهها من الطبقات المائية الجبلية، ويقدر المعدل العام للتدفق السنوي لهذه الينابيع بحوالي 44 م مكعب / السنة، وتستغل مياه هذه الينابيع في أغراض الزراعة والشرب. هذا إضافة إلى مجموعة ينابيع الفشخة التي يبلغ معدل تصريفها ما بين 80-100م مكعب /السنة.
ويضيف: "أن هذا المعدل قد انخفض خلال السنوات الأخيرة ليصل حاليًّا إلى أقل من 21 مليون م مكعب؛ حيث إن عددًا من هذه الينابيع قد جف والآخر قل تصريفها بشكل كبير، وذلك بسب قلة الأمطار ولأسباب أخرى".
ونوه إلى أن هذه الكنوز المائية لا يستفيد منها الفلسطينيون في الأغوار سوى الفتات، بينما تنعم مستوطنات الاحتلال بالتحكم بهذه المصادر لصالح مشاريع زراعية ضخمة تدر المليارات على الكيان الصهيوني.
أضف تعليق
قواعد المشاركة