"أنقذونا".. رسالة مرضى السرطان في غزة تعبر البحر نحو العالم
تقرير رقية حسن- غزة
خاص شبكة العودة الإخبارية
بعد أن أمعن العالم في إغفاله لقطاع غزة وسكّانه الذين يعيشون أحلكَ الظروف منذ سنوات، لم يجد أطفال غزة المصابون بالسرطان سوى البحر ليرسلوا عبره زجاجاتٍ تحتوي رسائل عدة تدعو العالم والمؤسسات الدولية للتحرك لتوفير الرعاية لهم.
وفي اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان نظّمت جمعية "نسيم الأمل" لرعاية مرضى السرطان في القطاع، فعالية شارك فيها عشرات الأطفال والنساء المصابين بالسرطان. اجتمعوا بالقرب من ميناء غزة وهم يرتدون قمصاناً كُتب عليها "أنقذوا مرضى السرطان في غزة".
فالعديد من الأسباب اجتمعت لتفاقم الأزمات على مرضى السرطان في القطاع، منها الحصار الاسرائيلي وإغلاق المعابر وخاصة معبر رفح الواصل بين غزة ومصر، وغياب المراكز التخصصية لمكافحة المرض، ونقص الكادر الطبي المتخصص في الأورام ونقص الأدوية، والحروب الثلاثة المتعاقبة على القطاع التي ضاعفت من عدد الإصابات بالسرطان.
فقد تضاعفت أعداد المصابين بالسرطان بعد الحروب الاسرائيلية الثلاثة على غزة، نتيجة استخدامها أسلحة تحتوي على الفوسفور الأبيض، رغم كونها محرمة دولياً، بالإضافة إلى اليورانيوم المخضب، الأمر الذي رفع أعداد المصابين إلى 14600 مصاب حسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في العامين المنصرمين.
وقالت مديرة برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان إيمان شنن أنّ 30% من مرضى السرطان ممنوعون من السفر لأسباب غير مفهومة. هذا الأمر دفع المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إلى تقديم دعوى ضد السلطات المصرية أمام المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جريمة إغلاق معبر رفح، الذي أدّى لحرمان 30 ألف مسافر مسجلين على قوائم الانتظار من السفر، بينهم آلاف المرضى ومنها السرطان، وبالتالي حكماً مسبقاً بموت هؤلاء المرضى.
رسائلٌ علّها تحرّك الضمير
تقف الطفلة "مها" أمام البحر تنظر إليه نظرة أملٍ في أن تصل رسالتها لقلوبٍ تستشعر الإنسانية، بعد أن فقدت منذ نعومة أظافرها أسباب الحياة هنا في غزة. تقول مها الصغير "أمنيتي أن أُشفى من السرطان وأعيش حياتي كباقي الأطفال، بعيداً عن الألم وبعيداً عن الحصار".
تأمل مها أن تلقى رسالتها رداً ولن تيأس من الانتظار على الشاطئ حيث تقف، أبداً..
وقد صرّح المدير التنفيذي لجمعية "نسيم الأمل" أحمد البنا عن أنّ الجمعية بصدد إطلاق المزيد من المبادارات والمشاريع التي تخدم بالدرجة الأولى مصابي مرض السرطان وذويهم في جميع المدن الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والأراضي المححتلة عام 48.
هذه الفعالية التي أطلقتها "نسيم الأمل" رغم بساطتها إلاّ أنّها استطاعت أن تلفت الأنظار ولو قليلاً لمرضى منسيين بين الهلاك والحصار.