"لعيون القدس".. سهرة فلسطينية جمعت أبناء الشتات الفلسطينيّ دعماً لانتفاضة القدس
الدّم الفلسطينيّ واحدٌ والهمّ واحد.. عبارةٌ كان لها وقعٌ مختلف في بلدية مدينة صيدا اليوم.. عبارةٌ اختزلت أوجاع اللّجوء ونكبة اليرموك ومعاناة المخيمات الفلسطينية في لبنان، لتتكوّن في بوتقةٍ واحدةٍ محورها القدس مدينة الأحرار..
"لعيون القدس" سهرة فلسطينية جمعت لاجئين من شتاتٍ متعدّد من لبنان إلى سورية والأردن، وأجيالاً مختلفة حملت الهمّ الفلسطينيّ من مخيم اليرموك إلى مخيم عين الحلوة، ومن الأردن إلى صيدا، ومن صيدا إلى القدس وشبابها ونسائها وأطفالها وانتفاضتها التي أعادت الثقة والأمل بلحظة التحرير.
السهرة الفلسطينية التي نظمتها دار العودة للدراسات والنشر ولجنة فلسطينيي سورية في لبنان، تخللتها فقرات متنوّعة من المسرح المقاوم ووصلات الدبكة والأغاني الفلسطينية لفرقة لاجئ والمنشد أمجد هواش والفنان أكرم العلي. بالإضافة إلى ثلاث فقرات شعرية من إلقاء الشعراء ياسر علي مدير دار العودة للدراسات والنشر، والشاعر خليل العابد من الأردن، والشاعر محمد يوسف محمد.
"لاجئ".. شبابٌ ينبض حياة
في مشهدٍ أحيى روح الانتفاضة الفلسطينية، قدّمت فرقة لاجئ عرضاً مسرحياً يختصر نخوة الشباب الفلسطينيّ الذي وهب نفسه وأهله لأجل أرضه واستعادة حقه.. حيث يأتي الفخر من رفات شهيدٍ أغدق من روحه ودمه لتستمرّ الانتفاضة الفلسطينية.
لم تكن المسرحيّة إلاّ بعضاً مما يشعر به الشباب الفلسطينيّ اللاجئ اتجاه ما يحدث في مدن الضفة الغربية والقدس. ورغم ما يقاسيه هؤلاء الشباب من ظلمٍ كبير إلاّ أنّ الهمّ الأكبر كان وما زال القضية الأمّ فلسطين.
وعن فرقة "لاجئ" الفنية يقول سليم أحد أعضاء الفرقة لـ شبكة العودة الإخبارية «أنا ولدتُ في مخيم اليرموك وكبرت هناك، وشاء القدر أن آتي لاجئاً مرّةً أخرى إلى لبنان وبالتحديد إلى مخيم عين الحلوة.. هنا استطعنا أن نكوّن فرقة شبابية فنيّة أسميناها "فرقة لاجئ" وهي تتألف من 16 شخصاً تتنوّع أعمالنا بين الدبكة، والمسرح وغناء الراب.
وتتمحوّر معظم أعمال الفرقة عن القضية الفلسطينية رغم كلّ ما حلّ بهم خلال السنوات الأخيرة من تهجير ومرارة اللجوء في لبنان، خاصّة من الناحية القانونية (الإقامات)، "التي كان لها نصيب من أعمالنا"، يقول سليم.
لكن تواجه هذه الفرقة الشبابية كغيرها الكثير من الفرق الأخرى التي حملت همّاً وطنياً، الكثير من الصعوبات لمواكبة الأحداث الوطنية أوّلها أماكن التدريب كما تقول ربى رحمة مديرة الفرقة. وتشير رحمة إلى أنّهم في فرقة لاجئ يحاولون مواكبة كافة المناسبات والأحداث الفلسطينية قدر المستطاع رغم المعوّقات المتعلّقة بأماكن التدريب والمواصلات.
الأرض أولاً رغم تتابع النكبات..
لقد حاولت بعض المؤسسات الفلسطينية التي انبثقت من قلب اللجوء الثاني من مخيمات سورية إلى لبنان، أن يكون لها بصمةً ودوراً وفي المقدّمة في إحياء أيّ فعالية أو نشاط فلسطينيّ في لبنان. ويؤكّد على ذلك رئيس لجنة فلسطينيي سورية في لبنان إبراهيم العلي، ويضيف بأنّ اللجنة تشارك في كافة الحراكات الداعمة للقضايا الفلسطينية في كافة المناطق التي يتواجد فيها اللاجئين الفلسطينيين سواء في لبنان أو سورية.
وعن أنشطة اللجنة، يضيف العلي «هذه السهرة هي النشاط الأول الذي تتبناه لجنة فلسطينيي سورية في لبنان اتجاه القدس، ويعدّ هذا النشاط باكورة أعمالنا للمستقبل القريب، وسنكون مواكبين لكافة التطورات فيما يتعلّق بانتفاضة القدس».
يا قدس عودي ورمّميني فالجروح غائراتٌ.. هي بعضٌ من كلمات الشاعر ياسر علي التي ردّدها في قصيدته خلال السهرة، مثّلت ما يشعر به الفلسطينيّ في جميع أنحاء الشتات العربيّ والأوروبيّ والأميركيّ، فالجراح تزداد وتغور في قلبه وقلب الأمة يوماً بعد الآخر!