67 عاماً للاحتلال.. الشباب الصهاينة يفضلون الهجرة
كشف استطلاع للرأي، أن واحدًا من بين كل ثلاثة شباب صهاينة يفضلون الهجرة والعيش في دولة أخرى.
ويشير الاستطلاع الواسع الذي أجراه معهد القدس للصهيونية، وكشف تفاصيله موقع "والا" الإخباري الجمعة 24-4-2015، إلى أن 70% من سكان "إسرائيل" البالغ عددهم 8.3 ملايين نسمة -80% منهم يهود- يفضلون الإقامة في "إسرائيل" بحال كانت كل الإمكانيات مفتوحة أمامهم، لكن 30% منهم يفضلون الهجرة والعيش بدولة أخرى بكل الأحوال.
وتراوحت أسباب الرغبة بالهجرة لدى ثلث المستطلعة آراؤهم بين غلاء المعيشة والأوضاع الأمنية واليأس من السياسيين، وذلك في وقت يحتفل فيه الاحتلال هذه الأيام بمرور 67 عاما على احتلاله لفلسطين التاريخية.
هجرة الشباب
ووفقا لنتائج الاستطلاع؛ فإن نسبة الصهاينة الراغبين بالهجرة ترتفع إلى 36% لدى الفئة العمرية 30-49 عاما، مقابل 18% لدى من تعدوا الـ65 عاما.
ويبيّن الاستطلاع بعض أسباب هذه الظاهرة؛ حيث يبدى مجمل الصهاينة رضاهم عن الجيش، لكن ثقتهم بالقضاء مهزوزة. أما ثقتهم بجهاز التعليم ووسائل الإعلام فهي متدنية، وتنحدر إلى متدنية جدا عند سؤالهم عن الحكومة.
ومع ذلك، تقول أغلبية كبيرة منهم (82%) إنهم يفخرون بكونهم "إسرائيليين"، رغم كل ما نشرته وسائل الإعلام العبرية بالشهور الأخيرة عن "الإسرائيلي البشع" الذي يتصرف بهمجية وعدوانية داخل وخارج بلاده.
وعن المستقبل، قال 52% فقط من الصهاينة إن دولتهم ستبقى قائمة بعد 67 عاما، بينما شكك البقية بذلك، ويرى 31% من الشباب (29-18 عاما) أنها لن تنجح بالبقاء.
هجرة الأدمغة
ويكشف الاستطلاع أن ثلث الحائزين على شهادة الدكتوراه من الصهاينة يندمجون بالبحث أو العمل في الجامعات، ويجد كثيرون منهم في الخارج مصادر عمل وبشروط أفضل.
ويحذّر رئيس مجلس البحث والتطوير في "إسرائيل" البروفيسور يتسحاق بن يسرائيل من تبعات هجرة الأدمغة على البحث العلمي الحيوي جدًّا لاقتصاد الدولة ومستقبلها.
وكشف بن يسرائيل أن الكثير من الذين ينهون دراساتهم العليا بالخارج لا يعودون بعد إنهاء دراستهم بسبب توفر مصادر عمل لا يجدونها في "إسرائيل"، ودعا الحكومة لزيادة دعمها لمعاهد الدراسة العليا والبحث العلمي بغية وقف هجرة العقول.
ويعبّر تومير سوريك، طالب دكتوراه صهيوني يدرس في برلين ويخطط للبقاء فيها، عن ظاهرة هجرة الصهاينة، فيوضح في صفحته على فيسبوك، أنه بالإضافة للبحث عن عمل وشروط معيشة جيدة كما تجلى في مظاهرات واسعة "بتل أبيب" عام 2011 يبحث شباب "إسرائيليون" عن الأمن والهدوء.
حالة توتر
ويتابع سوريك "هناك حالة توتر دائمة في إسرائيل بسبب تكرار حروبها؛ حيث يفقد كثير من الشباب بسببها الأمل والحلم الذي كنا جميعنا نحلم به في أرض الميعاد، فباتوا يفضّلون الاغتراب دون سماع صفارات إنذار ودون التعرض لخطر دائم".
وهذا ما يؤكده أستاذ بعلم الاجتماع، للجزيرة نت، حول يأس الشباب الإسرائيليين من احتمالات التخلص من غلاء المعيشة، مشيرًا إلى أنهم تحرروا من عقدة الخجل، ويرون في الهجرة ظاهرة طبيعية لدى كل الشعوب.
ويلاحظ بروفيسور يهودا شنهاف أن "الرغبة الدفينة بالهجرة لدى الإسرائيليين بحيازة كثيرين منهم جوازات سفر أوروبية".
ولا تفاجئ هذه المعطيات الحاخام المناهض للصهيونية إلياهو كاوفمان الذي يقول للجزيرة نت "إن إسرائيل قامت على السلب والنهب، ومن الطبيعي أن تشهد تفاقما في عدوانية الإسرائيليين تجاه بعضهم البعض، ونهايتها الانهيار بعد عقود غير كثيرة".
ويذكر الحاخام بانهيار الاتحاد السوفياتي واختفاء المملكة الصليبية. ويتابع "إسرائيل لن تزول بالعساكر؛ بل باستمرار هجرة اليهود الغربيين منها بحثا عن الرخاء والأمان، وازدياد عدد العرب واليهود الحريديم".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام