بيسان.. فتاة شغفت استكشاف أعماق الفضاء من سماء غزة المحاصرة
غزة- زينات عياد
جذبها جمال القمر وضياء النجوم في ظلمات الليل فكانت تفكر في سرّ هذا الجمال، وكيف لكواكبٍ مظلمة تضيء ليلاً.. تفكيرها المستمر في سر هذا الجمال جعلها تشارك في نادي هواة الفلك في قطاع غزة للغوص في هذا الجمال بشكل أعمق.
كان اهتمام الطالبة بيسان أبو حميد (22 عام) بمجال الفلك منذ صغرها فهو بذرة زرعها والدها فيها منذ الصغر. تقول بيسان «بدأتُ أجد مجالاً للاهتمام به وتكريس وقتي له بعد زيارة وفد فلكي عربي لقطاع غزة، ومشاركتي في إنشاء نادي لهواة الفلك ضمن ديوان غزة».
النادي الفلكيّ الذي ترعاه جامعة الأقصى يساهم على تشجيع الشباب الفلسطيني على تعلم علوم الفضاء والفلك، استدراكاً لما قدّمه الأجداد ومساهمة فلسطينية في الإنجاز العلمي العالمي المعاصر، لإيصال رسالةً إلى العالم أنّ الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال والحصار وغُيّب عن التمثيل الرسمي العالمي في المؤسسات العلمية، يعمل بجدٍ من أجل تحقيق إنجازاتٍ تتخطى كل الحدود والموانع التي يفرضها الاحتلال.
وينفذ النادي الفلكيّ عدة فعاليات منها رصد فلكيّ، ومحاضرات فلكية، وعروض أفلام وثائقية بمساعدة ومشاركة من لجنة كرسي اليونسكو لعلوم الفلك والفضاء.
حب الاستكشاف كان دافعاً وراء مشاركة بيسان في النادي الفلكيّ، إذ تقول «الكون فسيحٌ جداً ومليءٌ بالجمال والغموض، لذلك يوجد عندي شغف عظيم لاستكشاف أعماق الكون ومعرفة ما يدور حولنا من أجرام سماوية وظواهر فلكية باهرة».
وتضيف بيسان «مراقبة النجوم تصنع نوع جميل من الفضول لمعرفتها، فمعرفة النجوم في البداية كانت مرتبطة بالخيال، حيث سُميت المجموعات النجمية حسب الأشكال التي تظهر عليها مثلا الدب الأكبر والدب الأصغر والسمّاك الرامح، وصولاً لكوكبة العقرب والجبار وغيرها.
وحول مشاهدتها لمجموعة من الكواكب بالتليسكوب والتي كانت أولها في يناير عام 2012 أثناء زيارة الوفد العربي الفلكي تقول بيسان «مراقبة النجوم تدعم الكثير من الخصال الحميدة فينا منها التواضع والرغبة الماسة لاقتناص الجمال في أي شيء مهما صغُر أو كبُر، والصبر أثناء رصد الشهب أو النجوم أو الكواكب».
واستطاعت بيسان أن تشاهد ظاهرة القمر الأزرق التي حصلت في 31 تموز الماضي من فوق سطح جامعة الاقصى خلال فعالية نظمها نادي هواة الفلك بالتعاون مع لجنة كرسي اليونسكو لعلوم الفلك والفضاء.
وتسرد بيسان بشغف الظاهرتين الفلكيتين اللتين ستظهران في 28 أيلول الجاري حيث سيظهر القمر العملاق والقمر الأحمر سوياً، وسيبدو القمر أكبر من حجمه الطبيعيّ بشكل واضح. ولشدة قربه وزيادة الضوء الشمسيّ الواصل له سيظهر بلون أحمر بظاهرة تسمى "القمر الأحمر blood moon" لمدة دقائق ثم يصيب القمر خسوف كامل .
تنتظر بيسان وغيرها من الهواة هذه اللحظة بفارغ الصبر لالتقاط صور مميزة، خاصّةً أنّ بعض الأمم تعتبر هذه الظاهرة دليل على نهاية العالم وحصول كوارث كونية وعالمية.
كلّ ما تتمناه بيسان أن يكون التنقل والترحال داخل كوكب الأرض بسهولة التنقل بين النجوم والكواكب عبر التلسكوب، حتى تتاح لها الفرصة لكسر الحصار الاحتلال على غزة ومقابلة هواة فلكيّين وعلماء في كل أنحاء العالم.