"المسبح الشعبي" ملاذ الفلسطيني في صيدا خلال فصل الصيف
هبة الجنداوي- صيدا- لبنان
على شاطئ بحر مدينة صيدا وما يعرف بالمسبح الشعبي، يتنفس اللاجئون الفلسطينيون هواءً آخر يختلف عما داخل مخيمات المدينة بأزقتها الضيقة وبيوتها المتلاصقة التي تحجب نسمات الهواء العليلة أن تدخلها خلال فصل الصيف الحار، الذي كبّلها بشتى أنواع العذابات اليومية.
فقد تحوّل شاطئ بحر صيدا جنوب لبنان إلى ملاذ بالنسبة لعشرات اللاجئين الفلسطينيين الذين يقصدونه هرباً من موجة الحر التي تضرب المنطقة منذ أيام، وللترويح عن النفس في ظلّ انقطاع الكهرباء المتواصل حيث لا تتعدى مدد وصل الكهرباء الثلاث يومياً.
وفي ذلك قال الشاب محمد (25 عام) لشبكة العودة الإخبارية "في ظل انقطاع التيار الكهربائي المتواصل، والمشاكل التي لا تؤرق مخيمنا عين الحلوة بين الحين والآخر، نجد أن شاطئ البحر هو المكان المُفضل أمامنا للترويح عن النفس والنزهة، خاصة أنه لا يكلف مادياً كثيراً على خلاف الأماكن الترفيهية الأخرى التي يُكلف الذهاب إليها مبالغ لا يملكها الشباب جراء البطالة المتفشية بينهم".
ولعل ما يحفّز الكثير من الفلسطينيين في صيدا اللجوء الى البحر إيضا هو قلة الأماكن السياحية في المنطقة وغلاء الأسعار، إضافة الى انقطاع التيار الكهربائي معظم الوقت ما يجعل المكوث في المنزل أمراً مملا وقاتلا.
ويقول عمر (12 عام) "أحب أن أنزل الى البحر يومياً خلال العطلة الصيفية، فمخيم المية ومية الذي أسكنه أزقته ضيقة ولا يوجد مكان واسع للعب فيه دون مخاطرة، كما أن انقطاع الكهرباء يحرمني دائما من أن أتابع برامجي المفضلة على شاشة التلفاز، ومن اللعب على جهاز الكمبيوتر.. لا بديل لي ولأطفال المخيم عن البحر خلال عطلتنا الصيفية".
في عصر لا شيء فيه يمتثل لخدمة الإنسان المعذب إلا بمقابل مادي، بات الكثير من أطفال اللاجئين يخافون أن يهرب البحر لكثرة المصطافين الذين يستجمون فيه دون أي تكاليف يدفعونها، على عكس الكثير من الأماكن الأخرى كالمنتجعات السياحية والقهاوي التي لا يستطيع اللاجئون زيارتها بسبب قلة الأشغال وسوء الأوضاع المادية والأمنية في مخيمات اللجوء في جنوب لبنان.