بالتطوّع والمشاركة الفاعلة.. الشابة الفلسطينية "نوّار" تترك بصمتها في المجتمع السويدي
تقرير: هبد الجنداوي
السويد- 9-3-2019
بعض الأمور تُرغمك على المضيِّ قُدُماً، وتترك خلفكَ كلّ ما واجهته من تهجيرٍ وفقدانٍ لأماكن احتوت ذكرياتك وأحلامك... في محاولةٍ لبدء حياةٍ جديدة.
فبالعودة أربع سنواتٍ إلى الوراء، لم تجد الشابة الفلسطينية نوّار الجنداوي (21 عاماً) وعائلتها غير الهجرة بصيص أمل، ووسيلةٍ لبدء حياةٍ جديدة بعد نحو ثلاث سنواتٍ قضتها نوّار وعائلتها لاجئين من سورية إلى لبنان نتنيجة الحرب.
لم يكن ببال نوّار أن ينتهي بها المطاف في السويد، تلك الدولة التي تقع على مقربةٍ من القطب الشمالي، على مقربةٍ كافية لتجعل من مشاعر القهر والتهجير في داخلها جليداً، وتُشعِل فيها من ناحيةٍ أخرى الأمل بأيامٍ جميلة قادمة في بلدٍ يُعتبر من أهمّ البلدان المتطوّرة.
هناك استطاعت نوّار أن تُطلق لروحها العنان محفّزةً نفسها "أنا أُفكّر وأتعلّم وأشارك في مجتمعي.. إذاً أنا موجودة".. تقول نوّار لشبكة العودة الإخبارية «منذ أن وصلتُ إلى السويد عام 2015 قرّرتُ أن أكون عضواً مشاركاً في البلد، فانتسبتُ إلى الحزب الاشتراكي للشباب تحت سن الـ٣٠، ومؤخّراً تمّ اختياري لأكون واحدة من سبع شباب يمثّلون الحزب بمجلس الإدارة عن مدينة ساندفيكن وجميع المناطق التابعة لها».
ولأنّ مجالات عمل الحزب واهتماماته متنوّعة من سياسية واجتماعية ونسائية وغيرها، اختارت نوّار أن تصبّ جهودها في مجال "النسوية" أو "الفيمينزم feminism" للدفاع عن حقوق النساء والاهتمام بقاضاياهنّ في المجتمع السويدي.
اختيار الشابة الفلسطينية لمجال "الفمينزم" والاهتمام بقضايا المرأة سبقه تجربةً مميّزة بالعمل مع النساء، حيث تطوّعت خلال الصيف الماضي حتى تساعد عدداً من النساء فوق الأربعين القادمين من بلدان مختلفة ولا يتكلّمون اللغة السويدية..
وتضيف نوّار «كنتُ أساعد هؤلاء النساء على تعلّم اللغة السويدية حتى يستطعن التأقلم في المجتمع، فكانت تجربة جميلة وفريدة في حياتي، وفرحتي كانت لا تُوصف عندما بدأن يكتبن ويقرأن جيداً باللغة السويدية»..