موسم الهجرة إلى الغرب (3) قصصٌ فلسطينية على طريق الهجرة..
تقرير شبكة العودة الإخبارية
لم تعُد الرغبة في الهجرة من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تقتصر على عددٍ قليلٍ من الأفراد، بل تحوّلت إلى رغبةٍ جماعية، مع هذا الكمّ الهائل من النكسات التي تواجهها المخيمات ولاجئيها، والتي حوّلت الواقع في المخيمات إلى واقعٍ مرّ لا يُحتمل!
ومع موجات الهجرة التي تتزايد يوماً عن آخر، تعدّدت حالات العائلات والأفراد اللاجئين من المخيمات إلى أوروبا، ولكلٍّ منهم قصةً وحكاية.
"محمد السعدي" شابٌ ثلاثيني من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوبي لبنان، سلك طريق الهجرة الغير شرعية منذ عامين، باعتبارها المنفذ الوحيد للخروج من البلد نحو أوروبا.
يقول محمد لشبكة العودة الإخبارية «منذ عامين قرّرتُ أن أُهاجر إلى ألمانيا كعشرات الشباب الفلسطيني الذي سئِم العيش في المخيم نتيجة أوضاعهم المتأزّمة اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً وإنسانياً.. وصلتُ هناك بعد رحلة موتٍ مخيفة قضينا أشهرٍ عدة ونحن في طريقنا إلى وجهتنا الألمانية».
حالة من الهلع والخوف اجتاحت محمد ومن معه من المهاجرين خلال طريق الهجرة من سوريا نحو تركيا براً ومن تركيا نحو اليونان بحراً، ومن اليونان مروراً بدولٍ عدة من مقدونيا إلى أوكرانيا وعدة دولٍ أوروبية أخرى، وصولاً إلى ألمانيا.. حيث أسماها رحلةٌ من الظلام نحو الظلام!
ويضيف السعدي «بعد وصولنا ألمانيا صُدمتُ بالواقع الجديد، ولم يخطر ببالي أنّي سأبقى لاجئاً في ألمانيا لغاية الآن! لا أستطيع أن أُشجّع أحداً على القدوم إلى هنا، حتى لا ينصدِم بكذبة أوروبا!
طرق الهجرة نحو أوروبا..
لقد شكّلت كلٌّ من مصر وليبيا وتركيا نحو أوروبا أشهر المحطات التي ينطلق منها اللاجئون بحراً نحو السواحل الأوروبية بشكلٍ غير قانوني مما يجعلهم عُرضةً للاعتقال والتوقيف أو الاحتيال.
يقول الباحث الفلسطيني المقيم في تركيا إبراهيم العلي، لشبكة العودة الإخبارية «بعد وصول اللاجئين إلى تركيا، التي تُعدّ طريق العبور الأهمّ نحو أوروبا، يتمّ عبورهم بعدها إمّا باتجاه الحدود البلغارية سيراً على الأقدام في منطقةٍ خطرة تعجُّ بالغابات والمستنقعات، أو يعبر البعض باتجاه الحدود اليونانية، وهي أيضاً طُرق وعِرة يتخللها نهر، وقد يتعرّض اللاجئون للإعادة من قِبل حرس الحدود اليوناني.. ومن يستطيع الخروج من اليونان يواجه مصاعب كبيرة للوصول إلى دول اللجوء المنشودة».
لكن مع مرور الأيام، باتت هجرة اللاجئين الفلسطينيين نحو أوروبا أقلّ مشقةً وخطراً، خاصةً مع بروز ظاهرة سمسار التهريب (غلاييني) الذي برز بين أوساط اللاجئين، والمدعوم من قبل جهاتٍ رسمية لبنانية.. حيث يدفع اللاجئ مبلغاً يتراوح بين (4 آلاف و8 آلاف دولار)، ليجد اللاجئ نفسه وقد حقّق حلمه في الوصول إلى أوروبا.