زفافٌ وحربٌ وأحلامٌ مؤجّلة.. واقعٌ يفرضه الفلتان الأمني في عين الحلوة!
تقرير هبة الجنداوي- صيدا
وراء الحرب دمارٌ نفسيّ لا يعرفه إلاّ من شرب من كأسه.. ووراء الحرب كلفةٌ أخرى وأحزان لا تطبّبها بيانات التطمين ولا كلمات المؤاساة خاصةً لمن قد مسّتهم الحرب بضربةٍ موجعة..
في مخيم عين الحلوة لم تكن تلك المعركة الأخيرة التي شهدها المخيم عادية، فقد أتت على الكثير من الأحلام والآمال قبل أن تفتك بالحجر.. ففي كلّ زاويةٍ من ذلك الشارع المسمى بـ"الفوقاني"، الذي كان ساحةً للمعركة، قصة تختلف تفاصيلها لكنها تشترك بالألم والهمّ الواحد..
بداية حياة.. ولكن!
قبل أيامٍ قليلة كان الشاب الفلسطيني إبراهيم موسى، يعمل وخطيبته فاطمة المجذوب، على التحضير لعشّ الزوجية الذي سيجمعهما بعد أسابيع قليلة، ليبنيا معاً مستقبلاً مشتركاً وبداية حياةٍ طال انتظارها.. لكنّ تلك الحرب الفتّاكة بين القوة الأمنية المشتركة وحركة فتح من جهة وجماعة بلال بدر من جهة أخرى، التي اجتاحت الأحياء الشمالية لمخيم عين الحلوة، قتلت فرحة الشابين باستهداف صالون الحلاقة الذي يمتلكه إبراهيم في الشارع الفوقاني، بإحدى القذائف العشوائية، لتُحدث فيه دماراً لم يكن في الحسبان..
تقول الشابة فاطمة التي تعمل في حقل الإعلام الفلسطيني، «منذ أن تمّت خِطبتي على إبراهيم قبل نحو عشرة أشهر ونحن نحلم باليوم الذي سنبني فيه منزلنا، حيث يعمل إبراهيم جاهداً في صالونه لتوفير المبالغ التي تؤهّلنا لاستكمال ما ينقصنا للزفاف، إلاّ أنّ تلك الضربة الموجعة لصالون إبراهيم لم تكن في الحسبان.. فبسببها سيتأخر الزفاف والحلم!».
أيامٌ طويلة قضاها إبراهيم وفاطمة في المخيم يعملان معاً على تغطية الكثير من الأحداث وتسليط الضوء على مشاكل المخيم إعلامياً، حيث كانت تلك التغطيات البداية لمشوار حياتهما معاً.. واليوم يقف إبراهيم ينتظر اليوم الذي سيعود فيه باب رزقه الوحيد إلى الحياة..
يقول إبراهيم ماسحاً ألمه بشجاعة «يؤسفني أنني سأضطرّ إلى اللجوء لأموال الزفاف لترميم الصالون وبالتالي تأجيل الزفاف إلى حين أن يفرجها الله!».
الحرب لا تقتل البشر فقط بل حتى الأحلام.. ربما تكون هذه الكلمات البسيطة كافيةً للحديث عن الواقع المُر الذي عاشه العروسين وغيرهم من اللاجئين في ظلّ الاقتتال الداخلي الفلسطيني والفتن التي أتت على الكثير من الأحلام..