"دبكة نادي فلسطين".. إيقاع التاريخ الفلسطيني في تشيلي
هبة الجنداوي- سانتياغو
شبكة العودة
يداً بيد، خطوةً بخطوة كسربٍ من الفراش يسيرون ويرقصون في دبكةٍ شعبية فلسطينية على أنغام الأغنية الوطنية "أنا دمي فلسطيني" للفنان الفلسطيني محمد عساف.. بلباسهم التراثي الأنيق أخذ شباب فرقة "دبكة نادي فلسطين" يحاكون بحركاتهم وقفزاتهم الأرض الفلسطينية، حيث يتركون الأثر الجميل في النفس بعد نفحةٍ من عبق تراث الوطن..
وسط العاصمة التشيلية سانتياغو وبالتحديد في نادي "بليستينو" يتجمّع نحو ١٥ شاباً وشابة من فرقة "دبكة نادي فلسطين" في إحدى قاعات النادي بشكلٍ مستمر، للتمرّن على رقصاتٍ فلوكلورية لتقديم العروض في المناسبات الفلسطينية والحفلات والأعراس... فرغم حجم البعد الذي يحول بينهم وبين أرض الوطن يحرص هؤلاء الشباب على التشبّث بإحدى الركائز الأساسية للتراث الفلسطيني وهي "الدبكة الشعبية".
في تلك الفرقة التي تأسست قبل أكثر من ٣٠ عاماً يُتقن هؤلاء الشباب، الجيل الفلسطيني الرابع في تشيلي، الحركات الموسيقية بدقة علّهم من خلال عروضهم تلك ينجحون في التأكيد على أنّه رغم اندماجهم في المجتمع التشيلي إلاّ أنّ انتماءهم لم يذُب في ذلك المجتمع الأميريكي بل ازداد تجذراً في صميم القلب، حسبما قال أحد أعضاء الفرقة عمر سلامة، لشبكة العودة الإخبارية.
عمر شاب فلسطيني وُلد وترعرع في سانتياغو انضمّ إلى الفرقة قبل نحو عشر سنوات حتى باتت الفرقة جزءاً من حياته اليومية.. رغم دراسته وانشغالاته يواظب عمر على التمرّن مع رفاقه في الفرقة للارتقاء بها وبأدائها في المجتمع التشيلي المؤيّد للقضية الفلسطينية، على اعتبار أنّها قضية عدالة وإنسانية.
فبعد أن كانت الدبكة قبل الاحتلال الاسرائيلي تأخذ طابع المناسبات، إلاّ أنها وبعد الاحتلال باتت شكلاً من أشكال النضال. ومع بداية الثمانينيات بدأت الدبكة تأخذ شكلًاً منظماً بإيجاد العديد من التجارب التي كوّنت فرقاً استطاعت أن تضع الأسس الصحيحة للدبكة الشعبية، التي تُعبر عن حضارة الشعب الفلسطيني وتاريخه التليد، ونقله للمحافل الدولية العالمية.
من جهتها تقول مدربة الفرقة سعاد العلم لشبكتنا بأنّها تسعى لتقديم الأفضل إلى شبابها ضمن خبرتها الطويلة في مجال الدبكة الفلسطينية، حيث تعمل على تزويد الشباب بترجمة إسبانية للأغاني الفلسطينية المصاحبة للرقصة بهدف ربطهم قلبياً بمعاني الأغنية ليتمكّنوا من تقديم أفضل أداء. وتضيف العلم "نجحت الفرقة منذ تأسيسها في تقديم عشرات العروض خارج سانتياغو في دول أميريكا اللاتينية.
لطالما شكَّل التراث دليلًا على أصالة الشعوب والتحامها بأوطانها، وفي الحالة الفلسطينية امتاز ببُعد وطني ونضالي خاصة بعد عام 1948.. حينها حرص الفلسطينيون على مدار ثمانية وستين عامًا على نقل تراثهم الشعبي من جيل لآخر لحمايته من الطمس والضياع، وإبقاء هويتهم الثقافية والوطنية حاضرة في العقول كما القلوب تمامًا.