إعادة الحياة لمعوّقي الحرب.. "لانا الكرنز" أول صانعة أطراف صناعية في غزة
تقرير رقية حسن
شبكة العودة- غزة
من تفاصيل "اللا شيء" في قطاع غزة المحاصر منذ نحو 10 سنوات، أبدعت الأيدي الغزية التي لا تعرف الاستسلام أو المستحيل في صناعة الأطراف الصناعية لتعيد النور من رحم الحصار ووجـع أيامه لمعوّقين فقدوا أطرافهم بسبب الحروب التي شنّها الاحتلال الاسرائيلي على القطاع لأكثر من 3 مرات.
ومن بين تلك الأيدي التي وهبت نفسها لمساعدة المعوّقين، الشابة "لانا الكرنز" التي تعمل في مركز الأطراف الصناعيّة الوحيد في قطاع غزة، حيث سجّلت الشابة سابقةً من نوعها لتكون أول فلسطينيّة تعمل على صناعة الأطراف الصناعيّة في غزة.
عنصر نسائي فعّال..
فخصوصية المجتمات العربية ووجود حالات إعاقة وبتر من النساء يستدعي وجود عنصر نسائي في المركز، حيث يضيف نوع من الراحة النفسية والثقة لدى الحالات النسائية.
"لانا" التي عايشت الحروب على قطاع غزة بما خلّفته من معوّقين بُترت أقدامهم وأيديهم، أرادت أن تحمل رسالةً سامية ومسؤوليّة لإعادة الأمل والحياة لأولئك الأشخاص.
بداية دراستها كانت في جامعة الأزهر في قطاع غزة حيث درست تخصُص العلاج الطبيعيّ، ومع تخرّجها من جامعة الأزهر تلقّت العديد من الدورات التأهيلية في دولة الهند لتمكّنها من أن تبرَعَ في مجالها وتؤدّي رسالتها الإنسانية بمُساعدة من تعرّضوا للفقد أو البتر خلال العدوان المُتكرر على قطاع غزة.
تقول لانا لشبكة العودة الإخبارية «إلتحقتُ بمركز الأطراف الصناعيّة، الوحيد في قطاع غزة، في عام 2010 كمتدربة، تمّ بعدها ابتعاثي ومجموعة من الفنيّين ببرنامج تدريبٍ بدولة الهند لمدة عام ونصف وكذلك لدولة تنزانيا، حيث صقلتُ خبراتي الأمر الذي جعلني وطاقم الفنيّين بالمركز على أعلى مستوى من الخبرة والكفاءة في تصنيع الأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة، وهذا بإقرار مشرفي الصليب الأحمر الدولي».
إستطاعت الكرنز وفريقها في المركز إنجاز أكثر من 120 طرف صناعي، وفي العام الماضي أتمَتْ وحدها صناعة وتركيب 78 طرفًا لمن فقدوا أطرافهم من الحروب المُتكررة على قطاع غزة.
فالحرب زادت من أعداد من بُترت أطرافهم بشكل رهيب، حتى بات المركز يستقبل عشرات الحالات. وتؤكّد الكرنز لشبكتنا أنّه في العام الماضي وحده تمّ التعامل مع أكثر من 400 حالة بتر، فقد خلّف العدوان الأخير على غزة نحو 5 آلاف حالة بتر.
إعادة نبض الحياة..
لكنّ الهدف الأكبر للعمل في المركز لا يقتصر على توفير طرف صناعي جيّد للحالات، بل هو محاولةً لإعادة تلك الحالات للحياة مرةً أخرى، ومحاولة لتعويضهم جزء مما فقدوه خاصّةً مع الصدمة النفسيّة التي تعرّضوا لها، والتي تحتاج إلى جهد أكبر في التعامل معهم، تقول الشابة الفلسطينية.
هذه المهارات التي يتعامل فيها أعضاء المركز مع المرضى أهّلته ليضاهي أفضل المراكز الإقليمية العاملة في هذا المجال من حيث جودة صناعة الأطراف الصناعية وكفاءة وخبرة الطواقم الفنية العاملة فيه، وسعيه الدائم للوصول الى مصاف المراكز العالمية في هذا المجال. حيث بات عدد الحالات المحولة للخارج لا يتجاوز 2%، بإشادةٍ من وزارة الصحة وجميع المؤسسات الدولية العاملة في قطاع الإعاقة.