يوم أن تيتّم "حنظلة" برحيل مبدعه "ناجي العلي"
خاص العودة
في مثل هذا اليوم توقف النزيف بشكلٍ تام ليخرج ذلك المغدور من غيبوبته إلى نومه الطويل الأبدي! ليكون شهيدًا...
29 آب قبل 1987 هو اليوم الذي اغتيل فيه رسام الكاريكاتور الفلسطيني ناجي العلي في العاصمة البريطانية لندن برصاص شخص يدعى بشار سمارة، تبينت بعد اعتقاله من قبل السلطات البريطانية صلته بجهاز الموساد الإسرائيلي.
في لندن دُفن العلي رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.
وُلد فنان الكاريكاتير الفلسطيني عام 1937 في قرية الشجرة الواقعة بين مدينتي طبريا والناصرة في الجليل عام 1937. هُجّر مع أهله وهو في العاشرة عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة، ومن ذلك الحين لم يعرف الاستقرار أبدا، إذ قام الجيش اللبناني باعتقاله أكثر من مرة وكان في سجنه يرسم على جدران الزنزانة.
في حزيران 1967 ابتدع ناجي العلي شخصية "حنظلة" التي لازمت كل رسوماته، وتمثّل صبيًا في العاشرة من عمره يدير ظهره للمشاهدين عاقدا كفيه وراء ظهره. وقد ظهر رسم حنظلة أول مرّة عام 1969 في جريدة “السياسة” الكويتية، وأدار ظهره في سنوات ما بعد 1973، وعندما سئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب "عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يستردّ الإنسان العربيّ شعوره بحريته وإنسانيته".
عام 1983 غادر لبنان إلى الكويت مرة أخرى وعمل في جريدة القبس الكويتية التي بقي فيها حتى عام 1985 حيث انتقل الى لندن ليستمرّ في الطبعة الدولية لصحيفة "القبس"، حيث هناك دفع حياته ثمنًا لكونه أحد المدافعين عن قضية الحق الفلسطيني.
في هذا اليوم وفي كلّ يوم سيبقى حنظلة يذكر رفيقه ناجي العلي الذي اغتيل في لندن برصاص مسدس مزود بكاتم وهو الذي طالما جهر بالصوت الحاد.