جهاد الحنفي.. شعرٌ ينبض لجوءًا وسنابلاً وأملاً متجدّد
الوجه الثاني من سلسلة "وجوه فلسطينية"
ياسمين محمد- بيروت
كسندباد الأحلام المسجونة في ممالك الذاكرة والتاريخ والرؤى الزرقاء، لُقّب قلمه.. تلك الأحلام اللاجئة التي اختصرتها أبياتٌ تأخذك مع هدير بحر حيفا إلى سيف الأجداد يسطع غضبًا فلسطينيًا، إلى ألوان الغزل وفلسفة الصمت والعشق.
جهاد الحنفي هو وجهٌ من تلك الوجوه الفلسطينية الثائرة والمقاومة، حملت الوطن همًا وقضيةً، وسخّرت قلمها ليكتب لأجله. وفي ديوانه "متى تغني السنابل" يعكس الحنفي اختلاجاته بتلك الأبيات:
أخاف عليّ من الموت
والوطن الحلمُ ما زال حلما
يطوفُ بعينيّ ليلاً
مضيئًا.. جميلاً..
ولكنني أستفيق لأمسكه فأراني بدون أنامل
أخافُ.. أخافُ.. أخافُ
وأحمل أسئلتي جارحاتٍ
متى سندوس القنابل
متى سنحطم السلاسل
متى ستغنّي السنابل....
جهاد (37 عامًا)، إبن مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوبي لبنان، وينحدر من مدينة حيفا. تلقّى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس وكالة الأنروا، وفي العام 2000 تخرج من كلية دار المعلمين في معهد سبلين الجامعي، وقد حاز على دبلوم في علم المكتبات من المركز.
وتوّج الحنفي تحصيله الأكاديميّ بحصوله على إجازة في اللّغة العربية من الجامعة اللبنانية بمدينة صيدا، حيث أمضى سنواته في مجال تدريس اللّغة العربية وآدابها، ليصبح عام 2013 مديرًا لإحدى المدارس التابعة لوكالة الأنروا.
لكنّ انخراطه في مجال التعليم لم يمنعه من الالتفات إلى الشعر وكتابة القصائد ذات المواضيع الوطنية والاجتماعية والغزلية، فقد صدر له أربعة دواوين حتى الآن وهي "ميلاد ثائر"، و"ما زلت أبحث عن هوية"، و"كلمات ملونة"، و"متى ستغنّي السنابل".
جهاد الحنفي تجاوز ليل الحلم المسجون في اللجوء ليُعيد تشكيل الحكاية من جديد، حيث يحمل في جعبته العشق والثورة والأمل الفلسطيني المتجدّد.