«الحلقة الثانية عشر» من سلسلة يوميات لاجئ
بقلم الكاتبة ياسمين محمد- خاص العودة
وفي صبيحة اليوم التالي، أخبر الطفلان المرشد المدرسيّ وبكلّ حماسة عن مشروعهما الجديد، حيث لاقت الفكرة استحسانًا كبيرًا لدى إدارة المدرسة عندما عرضها المرشد وشرحها بالتفصيل.
وعلى الفور زار المرشد التلامذة في صفهم وبدأ الإعداد للمشروع، وتم الاتّفاق على أن ينتهي العمل به قبل الاحتفال بيوم الطفل ليكون للاحتفال فرحتين، فرحةٌ بيوم الطفل وفرحة الاحتفال بإنجاز المشروع.
وفي وقت الفرص ما بين الحصص الدراسية، يهرع التلامذة ليشكّلوا خلية عملٍ هدفها إتمام المشروع دون أخطاء وبأقل تكلفة مادية ممكنة.
وكان لربى دورها البارز في نقل صورة هؤلاء الأطفال الشجعان للمجتمع، فبعد أن تحدث معها عليّ عن المشروع بدأت بكتابة قصص ومنشورات في المجلة التي تعمل بها عن كيفية تعميم قصة تجميل الزاروبة إلى فكرة تجميل المدرسة.
وجاء اليوم الموعود، ودُعيت وفود المجتمع المحلّي والأهل لتشهد المدرسة احتفالاً كبيرًا لم يحدث أن كان له مثيل.
فها هم الأطفال يلعبون ويرقصون ويمرحون ويأكلون ما لذّ وطاب من الحلوى التي صنعتها أيادي أمهاتهم، وها هم الأهل والوفود يمتّعون أنظارهم بما صنعته أيادي الطفولة البريئة على مداخل المدرسة وجدران ملاعبها وممراتها... غير أنّ طفلاً صغيرًا جلس وحيدًا ينتظر أمّه وأباه، لكنّ أحدًا منهم لم يحضر!
وانتهى وقت الاحتفال وغادر الجميع فرحين إلاّ أنّ عليًا توجّه لاصطحاب ياسر الصغير ودموع الحزن بادية على وجهه..
(يتبع)
#يوميات_لاجئ منكم ولكم.. تابعونا
لقراءة الحلقة السابقة: