«الحلقة التاسعة» من سلسلة يوميات لاجئ
بقلم الكاتبة ياسمينا- خاص العودة
أنهى عليّ روتينه اليومي المعهود وخرج مسرعًا نحو منطقة الحاويات الكبيرة ليساعد أباه بكلّ فخرٍ واعتزاز. وأخذ يلملم علب التنك والمعدن ويفرزها من بين بقايا النفايات بسرعةٍ رهيبة.
وبعد أذان العصر ببرهة استأذن عليّ والده وتوجه مسرعًا نحو المنزل ليستحمّ ويأخذ حقيبته ويتوجه نحو بيت ربى الواقع على أطراف المخيم، المحيطة بها أجمل البساتين وأشجار الإيكدنيا والحامض..
كانت ربى تعمل على جهاز الكومبيوتر وتوثّق الأخبار، وكان فضول عليّ يطرح سؤالاً في كلّ دقيقة حسب الصورة التي يراها، ماذا يفعل هؤلاء الرجال يا ربى؟ أليست هذه الصور عند الباب الأزرق؟ اليست هذه الصور عند موقف السيارات الذي لطالما وقفتُ بالقرب منه أنا ووالدي نفتش في الحاويات؟! أجل يا عليّ إنّهم خلية الأزمة...
قال عليّ باستغراب: ما معنى خلية الأزمة، عن أيّ أزمة تتحدثين؟
إبتسمت ربى بوجه الطفلٍ الفضوليّ الذي يريد أن يكبُر قبل أوانه، واسترسلت في شروحاتٍ وتفسيراتٍ عن خلية الأزمة وأعمالها لإسقاط سياسة وكالة الأونروا التقليصية لخدماتها المقدمة للاجئين...
كانت الفرحة تبدو على وجه عليّ وهو يسمع ويسأل ويستفسر وكأنه شابٌ جامعي!!
لم تجد ربى صعوبةً في متابعة دروس عليّ فذكاءه وفضوله ساعداه في إنجاز دروسه بوقتٍ ملائم.. وحده فقط درس اللّغة الإنجليزية احتاج العديد من التطبيقات والمراجعات!
وعندما بدأ اذان المغرب يصدح في أرجاء المخيم، كان عليّ على موعدٍ مع المغادرة، غير انّه هذه المرة انحرف نزولاً وسلك الشارع السّفلي للمخيم في طريقه للعودة إلى منزله. هناك لفتت انتباهه تلك "الزاروبة" الصفراء البرّاقة وألوان الورود المختلفة..
(يتبع)
#يوميات_لاجئ منكم ولكم.. تابعونا
لقراءة الحلقة السابقة:
alawda-pal.net/index.php