"قصائد من نور" حملةٌ في طريقٍ ينسج حريةً للأسرى
زينات عياد- غزة
على قيثارة الأوجاع صاغت.. حروفُ عنادكم حرّ السجون
زهورُ العزّ تبصقُ كلّ محتلٍ.. يضمدّ جرحكَ المنسيّ جناني..
بهذه الأبيات وغيرها عبر شعراء وكتّابٌ فلسطينيون وعرب عن قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وذلك ضمن الحملة الإلكترونية "قصائد من نور"، التي نظمها مركز نفحة لدراسات الأسرى والشؤون الاسرائيلية بالتعاون مع وزارة الأسرى والمحررين.
إذ يقبع في سجون الاحتلال أكثر من سبعة آلاف أسير، بينهم (450) طفل قاصر، و(70) أسيرة يعانون في كافة سجون الاحتلال من انتهاكات لا حصر لها، في ظل تنكّر الاحتلال للمواثيق الدولية المرتبطة بالأسرى.
منسّق حملة "قصائد من نور"، محمد رباح، قال في حديثٍ مع شبكة العودة الإخبارية "أنّ الحملة تهدف إلى تسخير موهبة الشعر والكتابة في دعم قضية الأسرى، حيث شارك في الحملة العديد من الشعراء الفلسطينيين والعرب".
وأضاف رباح أنّه تم كتابة أبيات شعر لمائة أسير فلسطيني في سجون الاحتلال من أصحاب أعلى حكم في تاريخ القضية الفلسطينية، لإيصال معاناتهم ونصرةً لقضيتهم.
بدوره تحدث الأسير المحرّر ومدير مركز نفحة لدراسات الأسرى والشؤون الاسرائيلية، أحمد الفليت، لشبكتنا عن تجربته في الأسر ومعاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال، مؤكدًا على "أهمية إيصال رسالة الأسرى إلى العالم بكافة الطرق، ليرى جرائم الاحتلال بحق هؤلاء الأحرار"
ولأنّ الشاعر جزءٌ من المجتمع الكبير وهو ينتمي للقضايا التي يعاني منها، تساءلت الشاعرة الفلسطينية أمل أبو عاصي قائلةً "إن لم يكتب الشاعر عن هذه القضايا فمن يكتب، وإن لم يتحدث بلسان الشارع الفلسطيني فمن يتحدث، وإن لم يحمل هموم المواطن الفلسطيني فمن سيحمل هذا الهم؟"
وأكّدت أبو عاصي أنّه واجبٌ على أصحاب الأقلام أن يحملوها سيوفًا تُسلَّط على رقاب الاحتلال، ومشعلاً يضيء ظلام السجن للأسرى الأبطال.
وهذه ليست المرة الأولى التي تُنظم فيها حملاتٍ أدبية للأسرى، بل تُنظّم كلّ عام لتحثّ الأسرى على الثبات والصمود لحين نيل الحرية.
"لا بدّ أن تشرق الشمس على تلك السجون المليئة بالعتمة وتمتلئ بالنور.. نحن أطفال فلسطين لم ننسَ قضية أسرانا وسنحكي للعالم عنهم وعن معاناتهم".. رسالةٌ وجهتها الطفلة المبدعة شهد دلول وهي إحدى المشاركات في الحملة، وما ذلك إلاّ دليلٌ على أنّ قضية الأسرى وغيرها من القضايا الفلسطينية يحملها ويدافع عنها الصغار قبل الكبار.