البصيرة الحسابية وإبداع التحليل.. الفلسطينيّ «خليل الأحمد» نموذج
هبة الجنداوي- بيروت
خاص العودة
في مسابقة النظريات والأبحاث العلمية التي نظّمتها الجامعة الأميركية في بيروت قبل أيام، حيث تتبارى العديد من الفرق على إنجازاتها العلمية، دخل الطالب الفلسطينيّ خليل إبراهيم الأحمد إلى المسابقة يحمل كيساً فيه بعض الأوراق تملؤها الحسابات والأرقام، لتختصر "نظرية حسابية" أراد خليل أن يشارك بها في المسابقة.
عندما دخل خليل إلى المسابقة كان جميع المتبارين يقفون أمام المجسمات والاختراعات التي عملوا عليها لمدة طويلة، فالكثيرون ينتظرون هذه المسابقة لإبراز مدى براعتهم العلمية.. وأمام هذا المشهد لقي خليل بعضاً من الانتقادات والسخرية من المشاركين لأنه لا يملك اختراعاً عجيباً كاختراعاتهم، بل كلّ ما كان يملكه هو "كيسٌ يحتوي أوراق"!
المركز الأول في مسابقة علمية
لكنّ تلك الحسابات لمسألةٍ رياضية معقدة، والتي أفضت إلى الخروج بنظرية جديدة يستخدمها أهل العلم بالدراسة، مكّنت خليل من الحصول على المركز الأول في المسابقة، ليظهر أنّ الاختلاف عن الآخرين لا يعني الفشل بل قد يكون نجاحاً بحدّ ذاته..
يقول خليل في حديثه مع شبكة العودة الإخبارية «تلك المسألة الرياضية التي شاركتُ بها في المسابقة طرحها علينا مرةً مدرّس رياضياتٍ في مدرستي (ثانوية الإيمان) في بيروت، لم يجد لها حلاّ ولم يتمكّن أيّ تلميذ أو معلّم من حلّها، لكنّي تمكّنتُ من إيجاد تحليل منطقي لها خوّلني للفوز».
التحليل العلمي الذي خلص إليه خليل للمسألة الهندسيّة تلك، لاقى إعجاب لجنة التحكيم في المسابقة، مؤكّدين له إمكانية استخدام نظريته في المناهج التعليمية للطلاّب.
"عالم الكمبيوتر" حلمٌ يراوده
موهبة خليل في علوم الكمبيوتر برزت منذ صغره، حيث شغف بعالم الحاسوب وسبر أغواره منذ أن كان ابن 12 عاماً.. وهو الآن قد اكتسب خبرةً ومعلوماتٍ مميزة عن ذلك العالم، تخوّله للانخراط بالعمل قبل الحصول على الشهادة الجامعية.
وبالفعل، فقد استطاع الأحمد أن ينجز بعض الخدمات الإلكترونية لعدد من الشركات. ويضيف خليل قائلاً «تمكّنت من العمل على نظام أمن "security" لموقع جامعة الحريري في المشرف، بشكلٍ يمنع أيّ اختراقٍ خارجي له بهدف التلاعب بالعلامات أو سرقة البيانات. كما أجريتُ أيضاً نظام أمن لشركة ليبلاينز.. وأنا على استعداد لإجراء نظام أمن لأيّ شركة أو مؤسسة أخرى».
يحلم الأحمد أنّ يكوّن شركة تصميم مواقع خاصة به، ليكون رائداً في ذلك المجال الذي يرغب به منذ صغره. ولخليل قدرة مميزة على اختراق المواقع الإلكترونية أو ما يسمى "hacking"، غير أنّه لا يستخدمها إلاّ لناحية إيجابية وإنسانية ولقضايا مُحقّة، حسبما أشار الأحمد.
إنّ المُطّلع على أداء الشباب الفلسطينيّ منذ بداية العام الجاري 2016، يلتمس نقلةً نوعيةً في حجم الإنجازات العلمية والأدبية والثقافية التي أحرزها هؤلاء الشباب. فرغم تهافت المحن على أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان وسورية وفلسطين... إلاّ أنّ ذلك لم يكن عائقاً أمام الإبداع، بل على العكس، كان محرّكاً لطاقاتٍ برزت من وسط اللجوء والاحتلال.