الطفلة "مريم".. من أنقاض حرب غزة خرجت لتحاضر بجامعة الأزهر "بإبداع"
رقية حسن- غزة
شبكة العودة الإخبارية
مريم أبو عامر (12 عاماً) تلك الطفلة التي خرجت من بين ركام الدمار الذي خلّفته الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، ها هي اليوم تقف في كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الأزهر في غزة لتبدع بإلقاء محاضرة علمية بعنوان: "الجهاز العصبي وعلاقته بالسلوك" لطلاب علم النفس.
مريم نجت هي وعائلتها بأعجوبة قادرٍ من موت سلب أرواح الكثيرين خلال أيام الحرب الـ 51 القاتلة، لكنها اليوم تقف وتبدع أمام طلاب المستوى الأول بالكلية، لتؤكد للعالم أنّ الفلسطيني من قلب الأرض ينبت زهراً وإبداعاً وحياة.
هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الجامعة الرامية لاحتضان الفئات المبدعة بالمجتمع ورعايتها. وقد أكّد عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية، خالد أبو شاب، "أنّ إتاحة الفرصة أمام "مريم" سيشكل نقطة هامة في طريق تميزها، وسيستمر عمل الكلية لاحتضان المبدعين ودعمهم لإبرازهم طاقاتهم وإبداعاتهم للمجتمع".
وشدّد أبو شاب على ضرورة إيجاد برامج تستثمر المواهب وتدرّس كيفية جعلها طاقات يستفاد منها، لتنعكس إيجاباً على المجتمع.
"مريم" إبنة مدرسة خزاعة الابتدائية للاجئين، تلك المنطقة التي كانت ساحة مجزرةٍ إبان الحرب على غزة، كان لها الدور الأكبر في ثقل موهبة الفتاة بعد الدور الذي قامت به عائلتها في هذا الجانب.
أبو عامر وخلال إلقائها المحاضرة التي استمرّت لنحو ساعة، شهدت تفاعلاً مميّزاً من قبل الطلاب مع محاضرتهم الصغيرة. وتضمنت مريم في محاضرتها بعض الأفلام الوثائقية عن موضوع الجهاز العصبي وعلاقته بالسلوك، "بأسلوب مبدع وشيّق"، حسبما قال الطلاّب.
ورغم كونه "مريم" لاجئة في وطنها، إلاّ أنّ ذلك لم يمنعها من التألّق في إبراز موهبةٍ جاءت معها لتؤكّد أنّه لا الحصار ولا الاحتلال يستطيعا قتل الإبداع الفلسطيني.