«جفرا» دمية فلسطينية تستلهم التراث

منذ 9 سنوات   شارك:

يخطو بعض الأهالي بجرأة نحو نقلات نوعية تغير حياتهم بشكل جذري، لا لأنهم خططوا لها بشكل مسبق، بل لأنهم أرادوا محاكاة أطفالهم بأسلوب احترافي والتعامل مع ذكائهم بشيء من الحكمة، ومحمد العُمري لم يجد جواباً مقنعاً لتساؤل طفلته بيسان ذات التسعة أعوام، عن هوية الشخص الذي يقف بملابس السباحة إلى جانب «باربي» ويمسك بيدها، في أحد متاجر الألعاب، فأمسك بيدها وخرجا على الفور، ليقرر بعدها التفوق على نفسه بإنتاج «جفرا» وهي دمية فلسطينية أنيقة تستلهم التراث، وتمتاز بإطلالاتها الشعبية وأصدقاء من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تساؤل

يقول محمد العُمري لـ«البيان»: لم أفكر يوماً أن أدخل مجال صناعة الدُمى، وأنا الذي تخصصت وعملت لسنوات في مجال نُظم المعلومات، ولكن تساؤل ابنتي البريء عن هوية الشخص الذي يقف إلى جانب «باربي» على رف الدمى في أحد المتاجر، أربكني، لا سيما وأن الأطفال أذكياء ويميلون نحو تقليد دُماهم المفضلة، وأي إجابة غير حكيمة قد تغير مفاهيمها السليمة وتعرقل عملية التربية الصحيحة.

رسالة

وتابع: عندما اتخذت قرار صناعة دمية جديدة للفتيات، حرصت على أن يكون لهذه الدمية رسالة وقيم ومبادئ وقصة لا تشبه قصص الدُمى الأخرى الشهيرة، فابتكرت «جفرا» وهي دمية فلسطينية مُلهمة، تعكس بأثوابها التقليدية الأنيقة تراث وطن جميل وثقافة شعب صامد، وتجسد بقصة كفاحها أصالة فتيات فلسطين، وأجمل ما فيها أنها لا تواكب صيحات الموضة العصرية بأزيائها وتسريحات شعرها كغيرها من الدمى، بل تجتذب الفتيات بإطلالاتها الشعبية المتنوعة لترسخ الهوية وتعزز ارتباط الأطفال بالأرض.

قصة

وبسؤاله عن قصة «جفرا»، أوضح أنها دمية وطنية، مثابرة في دراستها، ومحبة لجيرانها، وقال: يهتم الطفل بمعرفة قصة دميته ويتأثر بها بشكل يفوق التوقعات، وهذا ما جعلني دقيقاً في كتابتها، فحلم «جفرا» على سبيل المثال بناء بيت جميل في وطنها فلسطين، وهذا ما دفعها للتخصص في مجال الهندسة المعمارية، وما سيدفع الفتيات للاجتهاد والاعتماد على الذات تماماً مثل «جفرا».

خريطة

وأضاف: «جفرا» أول دمية تفتخر بخريطة وطنها، وبأن لها أصدقاء من ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الإعاقات، وتشعر بالسعادة لكونها ترتدي أثواباً تربطها بوطنها وتراثها. وبالحديث عن اعتزاز «جفرا» بأثوابها التراثية، قال: لـ«جفرا» عدة إطلالات، ومن بينها إطلالة بالثوب المجدلاوي، والثوب المُقلم، والثوب المرقوم، وثوب الزم الذي تستخدم فيه العديد من الأزهار.

منافسة

وبسؤاله عن قدرة «جفرا» على منافسة دمى شهيرة مثل «باربي» و«فُلة»، أكد أنها منافس قوي، وقال: أطفالنا أسرى دمى تجارية، فمعايير الجاذبية لدى «باربي» مثالية، ولكن الجميع يرون أنها تجسد الجمال فقط، والدليل أن أي شابة جميلة يتم تشبيهها بـ«باربي».

أما «فُلة» فقد عرفها الأطفال محجبة ولكنها تخلت عن الحجاب لاحقاً، والنقاش هنا ليس حول الحجاب، بل عن كيفية فهم الأطفال لهذا السلـــــوك، فهي بالنسبة لهم تخلت عن مبادئها وقيمها.

وحول تواجد «جفرا» في عالم الفتيات، قال: لدى «جفرا» صفحة على «فيسبوك»، وفيديو كليب، وهناك خطة لتجسيدها في فتاة حقيقية، تقوم بزيارات ميدانية وتشارك في أنشطة مجتمعية وتتألق في كل المناسبات بأثواب تراثية أنيقة.

 

المصدر: البيان
 



السابق

"كارلوس سالوم" هدّاف فلسطيني في القارة الأميريكية اللاتينية

التالي

تواصل هجرة الفلسطينيين من سورية إلى أوروبا


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

أم ناظم: دموعُ الانتظارِ وحلمٌ ماتَ في أحضانِ الغيابِ!

في أزقّةِ مخيّمِ شاتيلا، حيثُ تختلطُ رائحةُ الأرضِ المبتلّةِ بدموعِ المنفى، وحيثُ تروي الجدرانُ قصصاً عن اللجوءِ والمقاومةِ، سكنت … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون