كاميرا فلسطينية «تهاجر» إلى السويد
كان لمجيء المخرج الفلسطيني مهند صلاحات الى السويد الأثر الإيجابي في حياته العملية، إذ أسس فيها شركة «لايكا» للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، ما خلّصه من أعباء المهمات الإدارية التي كان يضطلع بها في أمكنة كثيرة عاش فيها من قبل. يقول صلاحات لـ «الحياة» عن أسباب لجوئه الى السويد: «لطالما كان هاجسي السفر حول العالم، وحين بدأت العمل في الإعلام وصناعة الأفلام ورأيت حدود الدول العربية قبل الغربية تُغلق بوجهي، كأي شخص يحمل وثيقة سفر فلسطينية، بدأت أفكر جدياً في البحث عن مكان آخر للعيش في شكل أفضل، وبطبيعة الحال البحث عن جنسية أخرى.
وفي العام 2010 اعتقلت ثلاث مرات لدى مخابرات السلطة الفلسطينية على خلفية عملي الإعلامي وكذلك نشاطي في توثيق الانتهاكات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية من خلال الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان «راصد»، ما جعلني أبحث وفي شكل جدي عن مكان يمكنني أن أمارس فيه عملي بالإعلام وصناعة الأفلام بحرية من دون رقابة. وفي العام 2011 زرت السويد لأول مرة وبدأت بعد عودتي أفكر جدياً في الانتقال اليها باعتبارها من الدول التي تتمتع بمستوى عال من حرية الرأي وحرية العمل الصحافي».
وعن ارتباطاته بشركات إنتاج سويدية مع ملاحظة حجم الإنتاج القليل نسبياً في بلاد شاسعة وكبيرة، يقول صلاحات: «في بلد جديد كالسويد، ثقافته تختلف تماماً عن المنطقة العربية، لا نملك سوى خبرات سابقة وعلاقات مؤجلة. من هنا نحتاج إلى أن نتعلم لغة السوق وطبيعتها، وكان من الأسهل الدخول فيها من خلال الشركات الصغيرة، وأعتقد بأن مرحلة العمل من خلالها قد انتهت - وقد امتلكت الخبرة الكافية ومعرفة بالسوق الإعلامي الصغير نسبياً بالسويد، وحالياً هنالك مرحلة جديدة في مجال الإنتاج سأبدأ بها من خلال شركة عربية سويدية، وهي تجربة بدأت فعلياً مراحلها الأولى بالعمل على مشاريع وثائقية طالما حضرت لها خلال السنوات الماضية التي عملت بها من خلال الشركات الصغيرة، بعضها موجه للجمهور السويدي والغربي، وبعضها للجمهور العربي».
وعن التحقيق الاستقصائي المتلفز «سويديون في غزة» وكيف استقبله الجمهور السويدي لحظة عرضه يقول صلاحات: «هو فيلم استقصائي، عرضه التلفزيون السويدي من خلال برنامجه الاستقصائي الرئيسي قبل مدة، وكنت شخصياً أتوقع له ردود فعل أكثر مما حدث، ولكن للأسف لم تكن هناك ردة فعل كبيرة للإعلام السويدي، وأعتقد بأنه تمّ النظر لهؤلاء السويديين من أصول فلسطينية والذين علقوا بقطاع غزة لمدة تزيد عن العام وتخلت عنهم السفارة السويدية بحجة أنهم خالفوا القانون وتجاهلوا تعليمات قديمة بعد السفر إلى غزة، بأنهم أجانب وليسوا سويديين أصليين كما قالت السفيرة السويدية لأحدهم، وباعتقادي لا يزال الإعلام الرسمي السويدي والأوروبي يخشى من مناقشة قضايا بعمق حين تتعلق بإسرائيل.
وعلى رغم أن وسائل إعلام سويدية تابعت الموضوع، لكنها لم تحقق ردة الفعل المطلوبة، بينما أعتقد أن السويديين الفلسطينيين تعلموا جيداً من التجربة، وأول ما تعلموه ألا يعلقوا آمالاً كثيرة على حكومتهم حين يقعون في مشاكل خارج السويد، وتحديداً في الشرق الأوسط».
وعن فيلمه الوثائقي «صديق الديكتاتور» الذي لم يعرض على القناة المنتجة له بعد سحب الإعلانات الترويجية الخاصة به من التداول، يقول صلاحات: «كانت القناة المنتجة للفيلم قد وضعت إعلاناً عن عرضٍ قريبٍ للفيلم من دون أن تحدد موعداً واضحاً، ولاحقاً أزالت إعلانات عرضه ولم يجرِ تبليغ الشركة السويدية المنتجة بأسباب التأجيل سوى أن أولويات العرض قد تغيرت، في حين أن الشركة السويدية المنتجة كانت عرضت الفيلم عرضاً خاصاً بالبرلمان السويدي وحضره سياسيون وبرلمانيون سويديون وأوروبيون، وعرفت لاحقاً من خلال الشركة أن بعض السياسيين السويديين أجروا اتصالات مع قيادات المعارضة الأوغادينية بعد ذلك العرض، وهو أول اتصال تجريه جهات أوروبية رسمية مع المعارضة الأوغادينية في الخارج».
المصدر: الحياة
أضف تعليق
قواعد المشاركة