فلسطينيات رائدات في إنتاج الحطب الصناعي

منذ 9 سنوات   شارك:

تجتهد أربع فلسطينيات في إنتاج حطب صناعي من مواد طبيعية صديقة للبيئة، مستخدمات مواد وأدوات بسيطة، ويأملن الحصول على براءة اختراع من الجهات المختصة، ومن ثم الترويج لمنتجهن وتسويقه على نطاق أوسع.

وقد ذاع صيت الحطب الصناعي وارتبط باسم السيدات الأربع إنعام وفائدة ووعد وولاء يَمَك اللواتي ينحدرن من بلدة بيتا في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية حتى قبل أن يُوثّق رسميا، فربما لحداثة الفكرة وجدة العمل بها يتطلب الأمر التفرغ لزيادة كمية الإنتاج وترويجها بالشكل الصحيح والسريع.

وتقول إنعام يَمَك صاحبة فكرة المشروع إنها تداولت الفكرة مع أخواتها فالتجأن إلى هذا العمل الجديد، مشيرة إلى أن السر يكمن في حداثة المشروع عدم التقليد بعيدا عن مشاريع النساء الاعتيادية من المشغولات اليدوية والتطريز والمأكولات الشعبية.

المصنع اليدوي

وظهر المنتج كأول مرة في معرض محلي نظمته سلطة جودة البيئة الفلسطينية برام الله قبل شهرين، وحظي باهتمام وتشجيع كبيرين من الجهات الرسمية، لا سيما وزارة البيئة.

ويتكون المنتج من المخلفات البيئية كالجفت (بواقي عصر الزيتون) ونجارة الخشب والورق والخبز التالف، حيث يُعجن الخليط بكميات ونسب محددة لفترة زمنية ثم يسكب داخل أوعية تُكيّفه بالشكل والحجم المطلوب، ليُضغط يدويا ثم يصار إلى تجفيفه تحت أشعة الشمس. وتتم جميع مراحل العملية يدويا.

ويتميز الحطب الصناعي بسرعة اشتعاله وقلة تكلفته وإمكانية الاستغناء به عن الحطب الطبيعي وبالتالي عدم اللجوء إلى قطع الأشجار، كما يتناسب مع شكل وسائل التدفئة الحديثة، والأهم أنه نظيف وصديق للبيئة. وهذه الأخيرة -وفق فائدة- أهم ركيزة بالمشروع، فهو خال من أي مواد بلاستيكية أو بترولية.

وقد أثبتت السيدات الأربع نجاعة منتجهن بتجارب عدة من حيث الكميات والنسب المطلوبة لإخراجه بالشكل المطلوب.

ويزيد من تميز المشروع أن النساء ينحدرن من عائلة واحدة ويعملن في نفس المنزل، وبالتالي قرب المكان وسهولة الالتقاء والإعداد للعمل ورعاية شؤون بيوتهن.

معضلة التسويق

ويقع على عاتق كل واحدة من السيدات الأربع مهمة محددة، لكنهن يتشاورن لتقديم الأفضل، وتقول ولاء يَمَك إنهن يتخلصن من مخلفات تضر بالبيئة ويساعدن أنفسهن بالدخل المادي، مشيرة إلى أن أهم معوقات العمل غياب الدعم وقلة توفر المعدات والآلات.

ويُقدّر ثمن الطن الواحد من الحطب الصناعي بنحو مئة دولار، وهو سعر مقبول مقارنة بثمن وسائل التدفئة الأخرى. وتبقى المعضلة الرئيسية في التسويق، خاصة أنهن يعشن في مجتمع ريفي تكثر فيه وسائل التدفئة، وتقول وعد يمك "لم ننتج حتى اللحظة كميات كبيرة، وما أنتجناه يقتصر على عينات للعرض والاستخدام البيتي لدينا".

ووفقا لإحصاءات فلسطينية رسمية فقد بلغت نسبة النفايات الصلبة عام 2014 مستوى 59,1% للعضوية، و14,2% للبلاستيك، و10,1% للورقية والكرتون، و2,7% للحديد، و2,4% للزجاج، و11,5% للنفايات الأخرى.

نحو العالمية

وسعت السيدات إلى تسجيل منتجهن لدى وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطينية تمهيدا لحصولهن على براءة اختراع، ويحظين بدعم من المجلس البلدي في قريتهن، ويقول رئيسه واصف معلا إنهم لن يكونوا داعمين للمشروع فحسب بل شركاء فيه، حيث يسعون حاليا لفحصه مخبريا واعتماده رسميا من أجل توفير جهة مانحة.

ويضيف معلا في حديثه للجزيرة نت أن أهمية الفكرة تنبع من كونها تجمع بين التنمية وتوفير قطاع عمل نسوي.

وتلقى السيدات الأربع تعاونا ملموسا من أهالي قريتهن برفدهن باحتياجهن من المخلفات البيئية اللازمة، بيد أن "العالمية" هي ما يبحثن عنه الآن لتسويق منتجهن في معارض خارجية.
 

المصدر: الجزيرة 



السابق

فلسطيني يحصد "جائزة رودس الأكاديمية" لدراسة الماجيستير في "أوكسفورد"

التالي

"همة الشبابي" ينظّم حملة دهان بمخيم برج الشمالي جنوب لبنان


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

فايز خليفة جمعة (أبو مديرس): رمز البطولة والشجاعة في عملية انتزاع الحرية من سجن شطّة 1956!

في أروقة الأسر والسجون، حيث يلتقي الألم بالعزيمة، يعيش الإنسان بين جدران باردة لا تعرف الرحمة، ومعاناة لا تنتهي.  هناك، خلف قضب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير