أعلام الثقافة في فلسطين (5)

المفكّر "عادل زعيتر" رائد المترجمين العرب في القرن العشرين

منذ 9 سنوات   شارك:

خاص العودة

عادل زعيتر هو أديب ومحام فلسطيني، وُلد في مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وأتمّ فيها دراسته الابتدائية، ثم التحق بالمكتب السلطاني في بيروت، وبالمكتب السلطاني في الأستانة، حيث درس اللغتين التركية والفرنسية.

عُيّن أثناء الحرب العالمية الأولى ضابطًا احتياطيًا في الجيش العثماني، وحين نشبت الثورة العربية الكبرى في 10 حزيران (يونيو) 1916 عاد إلى نابلس، لكنّه لم يطل به المقام حتى توجه إلى القاهرة ليتابع دراسته.

وإثر احتلال القوات البريطانية إياها، عاد زعيتر إلى نابلس، وانتُخب هو ومحمد عزة دروزة وإبراهيم القاسم عبد الهادي، ممثلين عن مدينة نابلس في دمشق خلال المؤتمر السوري العام الذي عُقد في العاصمة السورية عام 1919.

وبعد معركة "ميسلون" واحتلال الفرنسيين لدمشق عام 1920، غادر زعيتر إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث انتسب إلى كلية الحقوق في جامعة "السوربون"، لينال شهادة الحقوق عام 1924. وشرع يعدّ للدكتوراة، لكنّ وفاة والده دفعت به للعودة إلى فلسطين، ليخوض معترك الحياة محاميًا لامعًا، وكاتبًا، ووطنيًا مرموقًا.

اختير زعيتر ليكون أستاذًا في معهد الحقوق في القدس لتدريس الفقه الدستوري والدولي، وقانون المرافعات المدنية والجزائية. وقد ترجم أثناء فترة تدريسه كتاب "أصول الفقه الدستوري" للدكتور ايسمان، أستاذه في جامعة السوربون الفرنسية.

وعندما اندلعت الثورات في فلسطين في أعوام 1929 و1933 و1936 و 1939، هبّ عادل زعيتر للدفاع عن المتّهمين العرب بلا مقابل. كما عهد إليه المجلس الإسلامي الأعلى المرافعة في قضايا الأراضي التي كان الاحتلال الاسرائيلي يحاول انتزاعها من الوقف الإسلامي.. ليقف مدافعًا عن الحقّ العربي في فلسطين في المؤتمرات التي كان يحضرها.

وبعد نكبة 1948، ترك زعيتر التدريس في معهد الحقوق، واختير عضوًا مراسلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق، إلى أن استقرّ نهائيًا في نابلس منصرفًا إلى الترجمة انصرافًا تامًا حتى وفاته عام 1957.

أغنى عادل زعيتر المكتبة العربية بعشرات الكتب التي نقلها إلى العربية، حتى لُقّب بشيخ المترجمين العرب. ومن أشهرها، روح الشرائع لمونتسكيو، والعقد الاجتماعي وإميل أو التربية لروسو، والتفاؤل لفولتير، وحضارة العرب وروح الجماعات وفلسفة التاريخ وروح التربية وروح الاشتراكية وروح السياسة لغوستاف لوبون، وبسمارك ونابليون لإميل لودفيغ، والغزالي وابن سينا لكرادفو.
 



السابق

الناصرة تطلق جائزةً أدبيّة للمبدعين بمجال الأدب

التالي

مجددًا "عين الحلوة" يثور ضدّ سياسة "الأونروا"


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير