قصائد الشاعر سمير عطية ولدت في الشتات رغم الأنين لم يفارقها الحنين
تقرير فايز أبو عيد
الشاعر الفلسطيني سمير عطية ولدت قصائده في الشتات القسري عن وطنه، وفرقته النكبة والمحنة عمن يحب، فانعكست تلك التجارب القاسية بمفرداتها وأحاسيسها لتشكل صور الشعر عنده، غير أن قصائده رغم الجراح آمنت بالصباح، وبرغم الأنين لم يفارقها الحنين، فكانت تحمل مشاعل الأمل، ووهج الانتصار القادم".
العطية الذي اختار دراسة الأدب العربي امتاز منذ أيام الجامعة بحراكه الثقافي وخياله الخصب وحسه المرهف، وقدرته الإبداعية في النص الأدبي الشعري، فسخرهم لخدمة القضية الفلسطينية ونصرتها، ومن هنا كانت البداية والانطلاقة، فكانت كلماته التي كتبها تنبض بالشوق والحنين والإشتياق لتراب فلسطين، وهذا ما تجلى من خلال قصائده و دواوينه الشعرية التي ألفها، حيث لامست أحاسيس القارئ لجميع قصائده من قصيدة نزيف الذكريات التي تعتبر باكورة دواوينه الشعرية وليس انتهاء بقصيدة " و"أوراس ..حروفٌ مِنْ شجنٍ ووَطن"، والتي عبرت جميعها عن مدى عشقه لوطنه وحمله ألم ووجع القضية الفلسطينية من خلال مفرداته التي أطلق فيها العنان لمشاعره لتعبر عن مدى قدسية تلك القضية، من أجل ذلك اتجه العطية للعمل في عدد من المؤسسات الثقافية الفلسطينية فساهم بتأسيس مؤسسة فلسطين للثقافة، كما أنه عمل في مؤسسة العودة للثقافة والتراث، وفي عام 2009 بادر إلى تأسيس بيت فلسطين للشعر، للحفاظ على الهوية الفلسطينية وتعزيز الشعور الوطني لدى الشعب الفلسطيني الذي يرفض المساومة على حقوقه التاريخية ويتمسك بحق العودة من خلال الفعاليات والأنشطة الثقافية والأدبية، ودعم المواهب الشعرية الشابة والكلمة والأنشودة والتذكير في قضية العودة وفي التغني بالشهداء والأسرى والقدس وكل القيم الفلسطينية التي نعتز بها.
حيث أطلق حملات شعرية عديدة منها الحملة التي أطلقها بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة في حادثة غرق مركب المهاجرين وحملة "أسطول الحرية" وحملة " شهيد الفجر... محمد أبو خضير" وحملة "انتفاضة القصائد"، شارك الشاعر سمير عطية بعدد من المهرجانات والملتقيات الشعرية منها مشاركتك في مهرجان الأقصى الذي أقيم في مدينة جلفا الجزائرية، و مهرجان ( الأقصى في خطر) الذي أقيم في مدينة مراكش في المغرب، ومؤتمر جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري
سيرة ذاتية
الشاعر سمير محمود حسين إسماعيل عطية هو ابن قرية سيلة الظهر في فلسطين المحتلة، من مواليد الكويت 1972 درس في مدارسها، وتعلم الشعر على أرضها، حاصل على شهادة في اللغة العربية من جامعة صنعاء، ولد في الأردن، ثم أقام في سورية عدة سنوات قبل أن يضطر للجوء إلى تركيا بسبب الحرب الدائرة فيها.
شارك في مؤتمرات في أوروبا وأفريقيا وآسيا من الكويت شرقاً إلی موريتانيا والمغرب غرباً ومن اليمن جنوباً إلی تركيا شمالاً.ولديه عشرات المقالات، وهو عضو في رابطة الأدب الإسلامي واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، عضو رابطة شعراء بلا حدود، و مؤسس لمركز لسان لنشر اللغة العربية، كما شارك في مراكش بمؤتمر جائزة عبد العزيز البابطين.
وأخيراً لا يمكننا إلا أن نردد ما قاله عنه الدكتور علي عقلة عرسان الذي كتب عن الشاعر:انه يضيء السرج في فضاء الاقصى المحنى بدم الشهداء، يومض سراجه في الليل مثل 'سراج الحصادين' الذي يعرفه الفلاحون الفلسطينيون جيداً، ينطفئ نعم ولكنه ينبعث ومضاً من جديد مع توهج دم كل شهيد ويجد الحداء'.
أضف تعليق
قواعد المشاركة