مآذن يافا.. هوية فلسطينية تصدحُ مع كل أذان
«لمت يا يافا أني أشم رائحتك، وأمرّ في أسواقك القديمة، حتى إذا ما رفع الأذان مضيت لمسجد حسن بيك الكبير، وخلعت نعلي أمام بابه العتيق»، هذا ما يتمناه كل فلسطيني هجر قسراً من بلدته الأصلية يافا الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ليعود إلى موطنه، ويتنسم رائحة جدران منزله ومسجد بلدته.
أما من بقي في يافا حتى يومنا هذا، والذين يطلق عليهم «عرب الداخل» أو «عرب 48»، فمازالوا يتمسكون بهويتهم الفلسطينية رغم كل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات التهويد، لذلك يواصل ابناء الشعب الفلسطيني المحافظة على ما تبقى فيها من أحياء، ومعالم عربية وإسلامية.
وتشهد مدينة يافا، التي يطلق عليها «عروس البحر المتوسط»، حملة تهويد اسرائيلية تستهدف الوجود والأوقاف والمقدسات والمقابر والمساجد والبيوت الفلسطينية. ولم يبقَ في يافا إلا سبعة مساجد من أصل 33 مسجداً أنشئت قبل النكبة، حيث تستغل إسرائيل في حربها هذه قانون «أملاك الغائبين» الذي شرعته، حيث تعد المقدسات بموجبه ملكاً لغائب، ما مكنها من وضع اليد عليها، وبيع الكثير منها بالمزاد العلني. ومازالت المساجد السبعة التي تضمها يافا بين جنباتها شامخة إلى يومنا هذا، وهي، مسجد حسن بيك، ومسجد المحمودية، ومسجد البحر أو الميناء، ومسجد النزهة، ومسجد الجبلية، ومسجد العجمية، ومسجد السكسك، حيث يؤمها سكان المدينة الساحلية من كل مكان.
المصدر: وكالات
أضف تعليق
قواعد المشاركة