ميسم عزام- بيروت 

العودة 

في مؤتمرٍ صحفيّ البارحة، أعلن الوزير بو صعب نتائج الثانويّة العامة - البكالوريا؛ حيث بلغت نسبة النجاح في لبنان حوالي 79%.

وفي نفس السياق، لكن في بُعدٍ آخر، تراوحت نسب النجاح في ثانويات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" على الأراضي اللبنانية بين 95% و100%. فأعداد الطلاب الذين حصلوا على تقدير "جيد وجيد جدًا" تمّ إحصاؤهم بالعشرات؛ فقد حصل 27 طالب على درجة جيد جدًا و101 طالب على درجة جيد، يتوزّعون على مدارس الوكالة في الجنوب والشمال والبقاع اللبناني.

ورغم كون تلك المدارس تقع ضمن مخيماتٍ فلسطينية منسية، إلاّ أنّ مدارس الأنروا تفوقت على نظيراتها بجدارة. فثانوية بيسان مثلاً تقع في مخيم عين الحلوة في منطقة عُرفت خلال الأحداث الأمنية التي شهدها المخيم مسبقًا بأنها منطقة تماس، تسببت بتوقف الدراسة فيها عدة مرات خلال السنة الدراسية بسبب سوء الأوضاع الأمنية، إلاّ أنّ ثانوية بيسان أبهرت الجميع بنتائجها هذا العام، حيث حصل خمسٌ من طلابها على تقدير جيد جدا، وواحد وعشرون طالبًا على تقدير جيد.

وفي شمال لبنان نحو مخيم نهر البارد استطاعت الطالبة الفلسطينية في ثانوية عمقا بمخيم نهر البارد "رحاب صادق" أن تحصل على تقدير "امتياز" من ذلك المخيم الذي كان قبل سنواتٍ دمارًا منثورا..

كلّ تلك النتائج تأكّد أنّ اللاجئ الفلسطيني، رغم كل معاناته داخل المخيمات، ورغم افتقاره لبعض أساسيات الحياة ومعظم الرفاهيات التي يتمتع بها طلاب من بيئات أخرى، إلاّ أنه قادر على الإنتاج، والتحصيل، والنجاح؛ وهذه النتائج إنما هي رسالة للبعض المُشكّك.