"عين الحلوة”.. على حافة المحظور الأمني
ما هي خلفية الاستنفارات المسلحة التي شهدها مخيم عين الحلوة ليل السبت - الأحد، وما حقيقة ما يحكى عن تفجير أمني واسع قادم على المخيم؟
لا توحي الحركة الطبيعية التي سجلت في شوارع مخيم عين الحلوة صباح الأحد بأي أجواء توتر بعكس ما كان عليه الوضع ليلاً، الا ان هذا الهدوء بدا وكأنه هدوء ما قبل عاصفة قادمة على المخيم الذي شهد في الآونة الأخيرة عمليات اغتيال لا تزال تلقي بتبعاتها الأمنية وتنذر بخطر داهم على اكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
فالاستنفار المسلح الذي شهده المخيم ليل السبت الأحد للقوى الاسلامية ولا سيما "عصبة الأنصار”، وصف بأنه الأكبر من حيث حجمه ورقعة انتشاره، وهو تزامن مع استنفار مماثل في محيط منزل الفلسطيني اسامة الشهابي وهو أمير إحدى المجموعات الاسلامية المنضوية تحت اطار ما يسمى "الشباب المسلم” الذي يضم بقايا ما كان يسمى ـ” فتح الاسلام” و”جند الشام” و”كتائب عبد الله عزام” وغيرهم.
مصادر فلسطينية مطلعة ذكرت في هذا السياق ان اجتماعاً لممثلي هذه التنظيمات كان يعقد في منزل الشهابي ولكن الاستنفار الواسع لعصبة الأنصار والقوى الاسلامية لم يكن فقط رداً على اجتماع "الشباب المسلم” بل جاء بحسب المصادر نفسها - بعد توافر معلومات عن تحضير احدى هذه المجموعات لإغتيال أحد قياديي العصبة البارزين( طه شريدي) وذلك رداً على اغتيال ابن شقيقة اسامة الشهابي علي خليل والذي تبلغت العصبة، بالتواتر، اتهام الشهابي لها بتصفيته الأمر الذي نفته العصبة على لسان مسؤولها الاعلامي الشيخ ابو الشريف عقل في خطبة الجمعة حيث اعلن "براءة عصبة الانصار من الدماء التي سفكت في المخيم وآخرها الناشط الاسلامي علي خليل” وقال: "وصل الى مسامعنا همز ولمز ونحن نقول اللهم إنا نبرأ اليك من دم كل مسلم”.
وكان لافتاً في كلام عقل ايضاً اشارته الى ان مخيم عين الحلوة بات "كالريشة التي تواجه الرياح العاتية التي تهب مرة بأجهزة دولية ومرة بجهل بأحكام الدين”، وان "عين الحلوة بات في خطر شديد والمشايخ في المخيم على لائحة الاغتيالات”، داعياً الحكماء الى أخذ دورهم قبل "ان نندم جميعاً وندفع الثمن من دمائنا وأعراضنا”.
أوساط فلسطينية مراقبة رأت في التحرك الأمني للعصبة رسالة مزدوجة الأهداف: رسالة تحذير لمن يريد إحداث فتنة في المخيم. وقطعاً للطريق على استمرار مسلسل الاغتيالات. وازاء ما تستشعره من تنامي خطر بعض المجموعات المتطرفة عليها وعلى القوى الاسلامية وعلى المخيم ككل، وايضاً رسالة غير مباشرة بمثابة اختبار قوة لها واختبار وجس نبض لتلك المجموعات.
القوى الإسلامية
وكانت القوى الإسلامية في المخيم سارعت الى إصدار بيان لفتت فيه الى انها "نفذت تحركاً عسكرياً وأمنياً محدوداً لايصال رسالة لمن يعنيهم الامر بأن القوى الاسلامية ليست لقمة سائغة وانها لن تسمح لاحد بأن يتاجر بأمن المخيم ودمائه واهله”، وذلك بعد ان "اتضح ان هناك من يخطط ويسعى لاثارة الفتن داخل المخيم”.. بحسب البيان نفسه.
هذا ومن المقرر ان يعقد اليوم اجتماع في سفارة فلسطين للجنة المنبثقة عن القيادة المركزية المشتركة للقوى الفلسطينية، لمتابعة تنفيذ المبادرة الفلسطينية الموحدة، وعلم في هذا السياق ان القوى الاسلامية ستشارك في هذا الاجتماع بممثلين عن "عصبة الأنصار” و”الحركة الاسلامية المجاهدة” و”انصار الله”.
وفي انتظار ما ستؤول اليه مداولات لجنة المبادرة على خط تدارك الانزلاق في المحظور الأمني في عين الحلوة، يبقى الوضع في المخيم في دائرة التوتير الأمني وسط تصاعد المخاوف من ان يتخذ هذا التوتير هذه المرة أكثر من وجه وشكل، ليس أقلها عودة الاغتيالات.
الحركة الإسلامية المجاهدة
وفي حديث لـ”المستقبل” قال رئيس الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب: "ان ما جرى ليل السبت/الأحد من استنفار هي حركة احترازية، الغاية منها كان هذا التحرك الأمني ونوع من الحفاظ على المخيم ونوع من منع او استباق حصول اي خلل امني او استمرار مسلسل الاغتيالات.. ولا يوجد شيء محدد”.
واضاف: "أجواء المخيم بشكل عام هادئة وتحت السيطرة، والوضع ضمن المتابعة لكافة القوى من اجل المحافظة على امنه واستقراره ومحاولة لوقف مسلسل الاغتيالات التي حصلت اكثر من مرة خلال الشهرين الماضيين وكان آخرها اغتيال الأخ علي خليل، رحمه الله، فلذلك هذه الأحداث الأمنية تستدعي نوعاً من اليقظة ومن الاستنفار الأمني من اجل منع تكرار مثل هذه الأحداث او حصولها في المخيم”.
وعما يتوقع من اجتماع اليوم في السفارة قال: "هناك لقاء ان شاء الله في سفارة فلسطين من اجل متابعة المبادرة وايضاً ذيول الأحداث الأخيرة ومعالجة العقبات والأحداث التي نواجهها في المخيمات عامة وفي مخيم عين الحلوة خاصة... هناك لجنة المبادرة التي قامت بمساع من اجل الحفاظ على الأمن ولذلك هذه اولوية لنا نحن كمخيم، نسعى من اجل الحفاظ على امنه واستقراره.. وقد سعينا بهذه المساعي من اجل جمع الكلمة وتوحيد الصف واعطاء نوع من الاستقرار داخل المخيم”.
المصدر: المستقبل ـ رأفت نعيم


أضف تعليق
قواعد المشاركة