"تواصل".. عبق فلسطيني يفوح بإسطنبول
حتى لا تكون قضية عابرة تمضي بمضي السنين، ولكيلا تندثر كما اندثرت غيرها من القضايا، تداعى مئات الإعلاميين إلى مدينة إسطنبول التركية، يلم شملهم: منتدى "فلسطين الدولي للإعلام والتواصل- تواصل"، نصرة للقضية ولمناقشة الوجع الفلسطيني وما لحق به من تغييب وتزييف عبر الإعلام.
ولدى الولوج إلى قاعة المنتدى، ترى رجلا متوشحا بكوفيته يقف كالجبل الأشم يرحب بمناصرى القضية الفلسطينة، لم يغنِّ إلا لفلسطين، غنى لتوتة الدار، وعبرت آهاته عن الوجع الفلسطيني، حضر بروحه المحلقة في السماء، منشد الثورة الفلسطينة أبو عرب (إبراهيم محمد صالح).
تمضي الهوينا في رواق المنتدى، كل شئ يجذبك، على اليمين جناح يستعرض الدراما الفلسطينية، وإلى الأمام قليلاً ميدان تنافس درامي من أجل فلسطين، حتى يستقر بك المطاف إلى زاوية "المركز الفلسطيني للإعلام".
وهناك، لن يتحدث معك أحد، فلقد تركوك وحيداً تتحدث إلى الأسرى والشهداء والقادة العظام، وقبل أن تنتهي يقطع أحدهم عليك الحوار، الذي لن ينتهي طالما هناك احتلال غاشم، يعرفك على "المركز" وما يبذله من جهود لنصرة القضية الفلسطينية.
تتابع خطواتك وتحس بثقل في قدميك، فالروح تعشق كل جميل، وتود أن تبقى معه أكثر، يلفتك في تلك الزاوية رجل يمتلك ريشة فنان (رسام الكاريكاتير عمر بدو)، نذر ريشته من أجل فلسطين وأجل القدس.
يقول لمراسلنا: "فلسطين تمتلك طاقات جبارة، ولن يستطيع الاحتلال الصهيوني بكل ما يمتلكه من آلة إعلامية أن يغيب الوعي الفلسطيني".
الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان: والحرقة تملأ قلبه، يقول: "هذه المرة الأولى منذ أربع سنوات التي أدعى فيها إلى مؤتمر يخص القضية الفلسطينية"، ويتساءل: "لماذا تحولت القضية المركزية إلى شيء استثنائي على قنوات التلفاز؟".
ويتابع في حديث لمراسلنا: "هذا المنتدى سيعيد فلسطين للواجهة من جديد"، ويستدرك قائلاً: "يجب العمل على تنفيذ كل التوصيات التي تنبثق عن المؤتمر بحيث لا تبقى حبيسة الأدراج أو حبراً على ورق".
وبعد أن وضعوا خططهم الإعلامية، وفرغوا ما بجعبتهم من أفكار، وناقشوا كل شيء يتعلق بالإعلام الفلسطيني، تعاهدوا أن تكون القدس هي المقر الدائم للمنتدى، ولم يضعوا شرطاً أو قيداً على من يريد أن يلحق بركبهم إلا "حب فلسطين".
أضف تعليق
قواعد المشاركة