في غزة.. زينب تهزم البطالة بخيوط النايلون

منذ 9 سنوات   شارك:

لم تكن الخيوط التي تنساب من بين أصابع زينب، وهي تنسج بصنارتها غطاء دائرياً صغيراً، مصنوعاً من الصوف هذه المرة، بل كانت خيوطًا من أكياس «النايلون» المستعملة، عكفت الشابة الفلسطينية والمتخرجة حديثاً من الجامعة، منذ أسابيع عدة على جمعها وإعادة استخدامها، من خلال إنتاج مشغولات يدوية منها.

وعلى منضدة تتوسط غرفة الجلوس داخل منزلها، تفسح الشابة الغزية مكاناً فارغاً لوضع قبعة جديدة، صنعتها من أكياس بلاستيكية زرقاء، فيما وضعت كومة من الأكياس على الأريكة استعداداً لقصها.

وتبدأ زينب عزيز بجمع أكياس النايلون أولاً، ثم غسلها وتعقيمها وتجفيفها بواسطة أشعة الشمس، ثم تصنيفها حسب سمكها، ثم تنتهي بقصّها، وعمل كرات من النايلون تشبه كرات الصوف.

وحول تجربتها، تقول عزيز، وهي أم لطفلين: «إنني أسعى لإيجاد بيئة نظيفة، والمساهمة في التخلص من المواد التالفة، من خلال إعادة استخدامها وتدويرها، وتوفير فرصة عمل أيضاً».

عزيز، الحاصلة على الشهادة الجامعية في الدراسات الإسلامية، وفي اللغة العربية أيضًا، تحاول أن توفر لنفسها «فرصة عمل بسبب البطالة المنتشرة في القطاع، والناجمة عن الحصار»، وعدم حصولها على عمل في مجال دراستها الجامعية.

لهذا السبب، قررت عزيز الانطلاق بمشروع خاص بها، ومساعدة بعض النساء في توفير عمل لهن.

وتروي عزيز أنه، و «عن طريق الصدفة، حضرتني فكرة صناعة مشغولات يدوية، عندما شاهدت أكياس النايلون ملقاة في الشوارع، وتعطي مظهراً غير حضاري، فقررت تحويلها إلى منتج جديد وغير تقليدي ومفيد للبيئة ولي».

وتنتج الشابة الفلسطينية قبعات واكسسوارات للفتيات، وحقائب يد، وأغطية مناضد، ودمى، وعلب أقلام، وغيرها من المنتجات الأخرى.

وبحسب عزيز، فإنها عرضت الفكرة على صديقاتها، اللواتي رحبن بها جداً، وشكلن فريق «التراث الجديد» الذي يضم 20 سيدة وفتاة، لإنتاج المشغولات اليدوية من النايلون.

ويشهد قطاع غزة مبادرات فردية محدودة من بعض الشباب في إعادة تدوير بعض النفايات، مثل الأخشاب والعلب البلاستيكية.

ويُنتج قطاع غزة حوالي 500 ألف طن من النفايات المنزلية سنوياً، بواقع 1900 طن يومياً، إذ ينتج الفرد الواحد ما يقدّر بكيلوغرام من النفايات بشكل يومي.

وتعتمد عزيز في تسويق منتجها على مواقع التواصل الاجتماعي، وعرض منتجاتها على الجيران والأقارب والمعارف.

وتفرض إسرائيل حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على قطاع غزة، منذ منتصف حزيران 2006، عقب فوز حركة «حماس» في الانتخابات البرلمانية.

وفي أيار العام الماضي، قال البنك الدولي في بيان، إنّ «نسبة البطالة في قطاع غزة وصلت إلى 43 في المئة، وهي الأعلى في العالم، وأن نحو 80 في المئة من سكان القطاع يحصلون على شكل من أشكال الإعانة الاجتماعية، ولا يزال 40 في المئة منهم يقبعون تحت خط الفقر».

 

المصدر: الأناضول 



السابق

محاضرة عن الأسرى ضمن فعاليات يوم الأسير الفلسطيني في اسطنبول

التالي

جامعة خضوري تفوز بالمركز الأول على مستوى فلسطين بمسابقة كأس التخيل لمايكروسوفت لعام 2016


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزة.. حين انقلب التاريخ من مهبط الرسالات إلى مهبط الطائرات!

في الأزمنة البعيدة، كان الشرق الاوسط  قلب العالم، ونافذة السماء إلى البشر، ومسرح الوحي الذي غيَّر وجه التاريخ. على هذه الأرض مشت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير