أطفال فلسطينيون يتلقون تعليمهم بمسجد قديم بعد هدم الاحتلال لمدرستَهم
في مسجد قديم أو "بيت الشيخ" كما يطلق عليه السكان المحليون في قرية "طانا" شرقي نابلس، شمالي الضفة الغربية بفلسطين، يتلقى 4 طلبة دروسهم التعليمية، بعد أن تعرضت مدرستهم الوحيدة للهدم من آليات عسكرية إسرائيلية، بزعم البناء بدون ترخيص.
و"بيت الشيخ" مسجد قديم يعود بنائه لمئات السنين بحسب السكان، ومشيد من الحجارة القديمة والطين، تحول إلى مدرسة لطلبة فلسطينيين بعد هدم مدرستهم الوحيدة، الشهر الماضي.
وتقع "طانا" على السفوح الغربية لغور الأردن، وتبعد عن مدينة نابلس، نحو (15 كم شرقا).
أميرة نصاصرة (10أعوام)، طالبة في مدرسة "طانا"، تقول لمراسل "الأناضول"، "هدم الاحتلال مدرستنا، وتركنا بدون مدرسة، أنا أحب التعليم، وأريد أن أكون معلمة رياضيات في المستقبل".
وتضيف: "أتمنى أن يكون لدينا مدرسة يتوفر فيها كل الإمكانيات والوسائل التعليمية، كبقية المدارس، ويكون فيها ساحات وملاعب".
وتتلقى الطالبة "نصاصرة"، دروسها مع ثلاثة طلبة هم أشقائها، في "بيت الشيخ"، بعد انتقال غالبية زملائها في المدرسة المهدومة، إلى مدارس في بلدات مجاورة.
من جانبها، تقول فاتن نصاصرة، إحدى المعلمات في المدرسة المهدومة: "نعمل في ظروف غير طبيعية، لا يوجد ما يشير إلى وجود مدرسة هنا، فالمسجد القديم يفتقر إلى المقومات الأساسية للدراسة، من سبورة، وفصول دراسية، ووسائل تعليمة، أو حتى دورات مياه، أو ملاعب".
وتضيف "نصاصرة": "في المسجد أربعة طلاب كل منهم يمثل مرحلة صفية، يُقسم المعلم وقته بينهم ويعلمهم كافة الدروس".
وتتابع: "بعد هدم المدرسة الشهر الماضي، بات المسجد المكان الوحيد للدراسة، عاد الزمن بنا آلاف السنين إلى عهد الكتاتيب (رجال دين كانوا يعلمون الأطفال الدراسة والقرآن في المساجد)".
وعدم وجود مدرسة، في قرية "طانا"، يعني أن يبقى الأطفال بلا تعليم، فأهالي الطلبة يعملون في تربية المواشي، ومن الصعب عليهم نقل أبنائهم للدراسة يوميا، في قرى مجاورة، بحسب المدرسة "نصاصرة".
وتبعد "طانا" عن بلدة "بيت فوريك"، والتي تعد أقرب بلدة إليها نحو (8 كم)، وتربطها بها طرق زراعية ترابية يصعب سلوكها بالمركبات.
وكان يتلقى نحو 30 طالبا دروسهم في مدرسة "طانا"، بحسب واصف حنيني (60 عاما)، أحد سكان القرية، إلا أنه بعد هدما ترك غالبيتهم الدراسة، وانتقل بعضهم للتعليم في قرية "بيت فوريك".
ويقول "حنيني": "بينما كان يشرح معاناة سكان بلدته لوفد دولي أجنبي منذ ما قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967 نسكن هنا، كان آبائنا هنا، نعيش في الموقع طلبا للرزق، لرعي الأغنام".
ويضيف أن "إسرائيل تسعى لتهجيرنا من هنا للسيطرة على الأراضي لصالح مستوطنة (ميخوراه)، المقامة على أراضي قريبة كان يملكها أجدادنا".
ويوضح أن السلطات الإسرائيلية تستخدم وسائل متعددة لتهجير سكان قرية "طانا"، فهي تهدم الخيام، وبيوت القرية، وتصادر الأغنام، والممتلكات الخاصة بالسكان.
وبحسب "حنيني" فقد هدمت السلطات الإسرائيلية منازلهم، ومدرسة القرية ثلاث مرات، خلال شهري فبراير، ومارس الماضيين.
وتقول إسرائيل إن مساكن قرية "طانا" ومدرستها التي هدمتها، بنيت بدون ترخيص، في مواقع مصنفة "ج"، حسب اتفاق أوسلو، للسلام بين الحكومة الإسرائيلية، ومنظمة التحرير الفلسطينية.
المصدر: الوطن
أضف تعليق
قواعد المشاركة