انعكس ضعف الإرسال أو انقطاعه في المخيمات الفلسطينية في لبنان، سلباً على حياة الناس وأعمالهم واتصالاتهم، ما دفعهم إلى رفع الصوت عالياً للعمل على معالجة هذا الواقع الصعب، ووضع حد لهذه المعاناة اليومية، وكشف الأهالي في أحاديثهم لـ"وكالة القدس للأنباء"، أسباب هذه المشكلة، وتداعياتها على الطلاب والحركة التجارية وتواصل المواطنين، عارضين الحلول العملية لذلك.

فقالت مهندسة الاتصالات، دلال دحويش، من مخيم البرج الشمالي لـ"وكالة القدس للأنباء": إن "الاكتظاظ السكاني والبناء العشوائي هو السبب الرئيسي وراء انقطاع الإرسال"، ورأت أن "الحل يكمن في تعاون مهندسي الاتصالات في المخيم".

أما صاحب محل تصليح وبيع الهواتف أحمد المحمود، فقد بين أن "السنتراﻻت داخل شركة الاتصالات وخصوصا alfa لم يعمل على تطويرها منذ زمن"، وأضاف: "السنترالات عليها ضغط كبير، فالسنترال الذي يحمل ألف خط عليه ألفي خط"، ولفت المحمود إلى أن "الأجهزة المسؤولة عن بث الإرسال يمكن تحديد قوتها من الشركة، ولها مدى محدود في open area، والمخيمات أصبحت شبه مغلقة"، معلقاً: "الهواء منيح عم يفوت"!! وقال:"الحل بسيط وهو تقوية الإشارة من المحطة!!".

ورأت المدرسة الخصوصية منال أميوني، "أن مشكلة انقطاع الإرسال مشكلة كبيرة، فأنا مضطرة أن أصعد إلى السطح أو وضع الهاتف على نافدة المنزل، وجيراني يفضلون البقاء في الشارع ﻻنقطاع الإرسال داخل البيوت".

وقالت طالبة الهندسة سمر موسى: "تبرز أهمية الإرسال حين ينقطع الإنترنت، فنصبح معزولين عن العالم الخارجي، وأواجه مشكلة في التواصل مع إدارة الجامعة وأنا بأمس الحاجة لذالك" وأضافت: "ﻻ يوجد بوادر للتحرك فتقليصات الأونروا لها أولوية في الوقت الحالي".

الآثار السلبية لانقطاع الإرسال

ويقول مهندس الاتصالات في مخيم الرشيدية، بلال الآغا، أن "مشكلة ضعف وانقطاع البث والإرسال في شبكات الهواتف والاتصالات هي مشكلة عامة في كل البلد، وموجودة في كثير من المناطق وخاصة المناطق المنخفضة، إضافة إلى عدم توفر أعمدة البث والإرسال الكافية التي تغطي بقية المناطق، بالتالي فهي تسبب صعوبة كبيرة في الاتصال أو تلقيه، كما أن هناك عوامل مؤثرة على شبكات الارسال قد تحجب الاتصالات في بعض الأحيان بعيداً عن مشكلة أعمدة البث والإرسال غير المتوفرة في بعض المناطق، وهذه المشكلة حقيقة يصعب مواجهتها لأنها مشكلة عامة يعاني منها الكثير".

ويضيف الآغا: "هذه المشكلة لها انعكاسات كبيرة في تحقيق الكثير من المتطلبات التي يكون الأمر فيها مستعجلاً لحد ما، وتسبب أيضاً ضرب الثقة بين الأشخاص وخاصة بين المؤسسات التجارية، وبما أننا نحن في عصر السرعة والتكنولوجيا، لا بد أن يكون هناك حلول لهذه المشكلة، ولا بد من زيادة أعمدة الإرسال وتقوية البث في كافة المناطق المناطق".

ويقول أحمد صالح داوود (دبلوم في هندسة الاتصالات) من مخيم نهر البارد لـ"وكالة القدس للأنباء": "السبب الرئيس لانقطاع الإرسال هو عدم وجود عمود إرسال قريب من المخيم، بالاضافة إلى أن الإرسال بحاجة إلى ثلاثة أعمدة، ولكن لا يوجد غير اثنين في المنطقة. وتابع: "هناك العديد من السلبيات وأهمها عدم إمكانية الاتصال إذا حصل أي طارئ وخاصة في الجزء القديم من المخيم، أو إذا كان أحد ينتظر الرد على فرصة العمل". وقال: "في النهاية الحل الوحيد للمشكلة هو أن تقوم شركات الاتصالات بتركيب العامود الثالث في المنطقة".

أما الطالب الجامعي في هندسة الاتصالات محمد فقال: "من الأسباب التي تؤدي إلى انقطاع الإرسال في معظم البيوت في المخيم هو كثافة البيوت المتلاصقة وكثرة الحيطان، وأيضاً عدم وضع عواميد الإرسال بشكل كافي كي يغطي المنطقة كاملة، وانقطاع الإرسال يؤثر على كافة مناحي الحياة لأن الاتصالات هي العنصر الأساسي لتواصل الأشخاص والمؤسسات والمحلات، والحل الوحيد هو أن تقوم شركات الاتصال بإضافة عمدان الإرسال وأن تكون قريبة من المخيم".

ويقول صاحب محل الخليوي عبد الرحمن عربية: ان "السبب الرئيسي لانقطاع الارسال هو عدم وجود عمدان للإرسال قرب المخيم، وهذا يؤثر على العمل والتواصل في المخيم وخاصة الجزء القديم والحل وضع شبكات إرسال حول المخيم".

ورأى غسان ربيع "أنه يوجد انقطاع للإرسال في الجزء القديم من مخيم نهر البارد، وهذا يؤدي إلى تأخير أي عمل ويؤدي إلى تأخير في نقل مريض إلى المسشتفى أيضاً".

وأكد نور أبو النور، صاحب محل في سوق المخيم القديم: "أن مشكلة عدم توفر الإرسال في السوق وحي الدامون وشارع البحر، يؤثر على كل المتطلبات في حال وجود حالة طارئة في الليل أو يؤثر في انجاز الأعمال والتواصل أو يؤخرها".

محاولة التكيف مع الواقع الصعب

وأكد مهندس الاتصالات، محمد أمين السعدي لـ"وكالة القدس للأنباء" أن "أسباب إنقطاع الإتصالات تختلف بين منطقة إلى أخرى في لبنان، فمخيم عين الحلوة مثلاً وبسبب موقعه الجغرافي وانخافضه عن سطح البحر يتعذر في أغلب الأحيان التواصل بين الناس ببعضهم البعض بالشكل الطبيعي، وعندما يصل فهو ضعيف جداً والمكالمات تنقطع في أغلب الأحيان".

وهناك أسباب مشتركة مع المحيط اللبناني، "وهي حالة الطقس وعدم تثبيث أجهزة في تلك المنطقة للإرسال والبث، وهناك بعض الأسباب الأمنية ".

وأشار السعدي إلى الإنعكاس السلبي لهذا الإنقطاع المباشر للإتصالات، والمتقطع والذي يتوقف بسببه النت الجوال 3G"، واعتبر "ذلك خطيراً ومضراً جداً وأقله فهو يؤثر على الطلاب في المدارس والجامعات، وبين الطلاب وذويهم، حيث يسجلون موادهم عن طريق صفحة الجامعة المنتسبين إليها، فهنا تقع الكارثة، ولا يستطيع تسجيل مواده ولن يستطيع اختيار أستاذه المناسب للمادة، أما أصحاب المؤسسات فيصبح عندهم العمل بطئ جداً وحتماً ضعف الأداء هو سبب رئيسي للتأثير على مصداقيتهم بسبب انقطاع الإتصالات والنت، وبسبب ذلك لن تصلهم الملفات المطلوبة التى يرسلوها للجهات المعنية في وقتها المناسب".

وعن "الحلول لهذه الأزمة قال السعدي: "من أجل أن تكون عملية الإتصال طبيعية يجب بناء برج لتثبيت جهاز استقبال وإرسال عليه بشكل جيد في عين الحلوة والمنطفة المحيطة فيه، وهذا من شأنه أن يحسن من أداء النت"، وطالب السعدي "بتأسيس لجنة مراقبة صاحبة اختصاص على سرعة الإتصالات من كل مصدر يأخذ منه المستهلك، بهذا يكون جزء أساسي من موضوع النت قد عولج".

وأوضح السيد أحمد معروف وهو صاحب محل لبيع النت في مخيم عين الحلوة، أن "هناك ضعف كبير بمستوى أداء الإتصالات والنت خلال الفترة الماضية في المخيم، وترك ذلك أثراً بشكل سلبي على عملنا ومصالح الناس، ووضعنا أمام الزبائن وأصحاب المحال التجارية والمنازل والمؤسسات بموقف محرج".

وقال محمد علي أن "الإتصالات والنت في العالم أصبح أساسياً ومهماً وضرورياً لحياة البشر بشكل يومي، فمن خلاله يتم التواصل مع العالم وتؤسس من خلاله الشركات والمصالح وتعقد الإتفاقيات المختلفة، ويتم التواصل بين الناس بشكل مباشر".

أما عندنا في المخيم، لا تخلو ساعة من انقطاع الإتصالات، وعندما نراجع أصحاب محال التشريج يقولون يوجد أعطال وصيانة فلا نجد الجواب الشافى والمقنع لذلك الإنقطاع، ولقد مللنا من كثرة الكلام معهم".

المصدر: وكالة القدس للأنباء