بفعل الاحتلال والحصار
مبدعو "حساب الذكاء العقلي" من أطفال غزة يُحرمون من التألّق العالمي
تقرير رقية حسن- غزة
خاص شبكة العودة الإخبارية
منذ عشرة سنوات ومع بدء الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة، يحاول الاحتلال خنق الإبداعات والابتكارات الفلسطينية في القطاع ومنعها من أن تتألق في المسابقات العالمية.
وقد خرجت من رحم قطاع غزة مبادرات وإبداعات كثيرة حاولت أن تعكس وجه غزة المشرق بعيداً عن الحصار من جهة، وإيجاد الحلول للعديد من المشاكل التي يعاني منها القطاع من جهة أخرى. وتلك الإبداعات حاضرةً وبقوة في المجالات العلمية والتكنولوجية والفنية، لكنها اصطدمت بجدران الحصار، حيث المتنفّس الوحيد السماء.
مؤخّراً، منعت سلطات الاحتلال 14 طفلاً فلسطينيا من طلاب "برنامج حساب الذكاء العقلي" من مغادرة قطاع غزة للالتحاق بمسابقة عالمية تُنظّم كل عامين في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بمشاركة آلاف المتسابقين من دول مختلفة.
وقد احتلّ هذا البرنامج، الذي بدأ العمل به عالمياً منذ 6 سنوات، معظم المراكز التعليمية في قطاع غزة، حيث يهدف الى تنمية القدرات العقلية لدى الأطفال في بداية أعمارهم، و يرتقي بمستوى ذكائهم العقلي لبنيانه بشكل صحيح يجعل الطفل قادر على تخطي المراحل التعليمية بامتياز.
فرح زعرب )10 سنوات) هي إحدى المتدرّبات في برنامج الذكاء العقلي الذي جعل قدراتها العقلية عالية جداً، حيث استطاعت فرح اجتياز البرنامج بـ 10 أشهر وبتفوق كبير حصلت خلاله على المركز الأوّل. كذلك برعت الطفلة مريم المزيني (10 سنوات) بالحساب العقلي، ورُشّحت للمشاركة في المسابقة التي تنظم في ماليزيا على مستوى العالم، لكن الاحتلال الإسرائيلي منعها من السفر والمشاركة مع 13 طفل آخر غيرها.
وكان الاحتلال قد منع العديد من الأطفال الآخرين المبدعين في مجال الحساب العقلي من السفر خلال الأعوام الماضية رغم أنهم كانوا مأهّلين للفوز عالمياً.
ويؤكّد هؤلاء الأطفال أنّه بالرغم من منع الاحتلال مشاركتهم في المسابقة، إلاّ أنّ ذلك يحثّهم على مزيدٍ من الإبداع والتميّز لتمثيل فلسطين بكافة المحافل الدولية.
ومع الإصرار والمثابرة للوصول إلى التميّز لن يُفلح الاحتلال في مسعاه في تهمّيش قطاع غزة، وما استطاع المصوّر الصحفي الجريح "مؤمن قريقع" فعله في نقل صور الحصار والعدوان ووداع الشهداء إلى إيطاليا رغم عدم تمكّنه من السفر، إلاّ دليلٌ على التشبّث العميق بإرادة الحياة.
أضف تعليق
قواعد المشاركة