مخيم حندرات..
تهجيرٌ فلسطينيّ على وقع انسحاب "الأونروا" الشاهد الحيّ على اللجوء
تقرير- خاص شبكة العودة الإخبارية
ما يزيد عن ألف يومٍ مرّ على نزوح الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم حندرات في محافظة حلب السورية، إثر اشتداد الاشتباكات بين جيش النظام السوري والمعارضة السورية المسلّحة.
غادر المخيم مئات الفلسطينيين حالهم كحال بقية المخيمات في سورية التي تعرّضت لنكبةٍ جديدة لم تكن في الحسبان، حيث أقيمت لهم على عجلٍ مساكن مؤقتة في المدارس ومراكز الإيواء، بينما ذهب بعضهم الآخر على عجلٍ نحو قرى ريف حلب، بعد أن لم تترك الحرب خياراً أمامهم سوى الهروب.
مخيم حندرات أو مخيم (عين التل)، الذي يقع شمال شرق هضبة حلب وعلى الطريق المؤدي للمسارب المتجهة نحو تركيا، يُعدُّ أبعد مخيمات سورية عن فلسطين، وأصغرها مساحةً حيث كان يقطنه نحو 8000 لاجئ فلسطيني، في إحصائية للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سورية.
عاش المخيم في الأشهر الأخيرة، خاصّةً في ظلّ ما جرى ويجري في حلب، حالة صعبة مع استمرار الأعمال العسكرية والاشتباكات العنيفة بين مجموعات المعارضة السورية المسلحة من جهة والجيش النظامي ومجموعة لواء القدس الموالية للجيش السوري من جهة أخرى. حيث يسعى الجيش النظامي لفرض سيطرته على المخيم الذي يشكّل نقطة استراتيجية بالنسبة له، وتسعى مجموعات المعارضة بدورها للتقدم باتجاه بلدة حندرات وسجن حلب المركزي.
وفي الوقت الذي بات فيه فلسطينيو سوريا العنوان الأبرز للمنسيين من ضحايا الأزمة السورية من كافة الجهات، نجد أنّ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا التي وُجدت لحمايتهم، تهرع هي الأخرى لنسيان مأساتهم ومأساة مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملها الخمس. تتبع سياسة الخطوة خطوة بحقّهم ليعتادوا على فقدان صوتها هي الأخرى.
حيث تدرّجت الأونروا في تقليص خدماتها الصحية والتعليمية والإغاثية إلى أن أصبحت شحيحة، وتراجعت بعدما كانت تسدّ بعضاً من رمق الفقر والبطالة في مجتمع اللاجئين. وتعتمد الوكالة هذه السياسة المتدرّجة ليعتاد اللاجئ على غيابها يوماً بعد يوم.
ورغم أنّ الوكالة كانت قد أدانت عمليات التشريد الجماعي التي شهدها مخيم حندرات منذ بداية الأزمة السورية، لكنها اليوم لم تعد تعير سمعها لا لفلسطينيّي مخيم حندرات ولا غيرهم من المخيمات في سورية ولبنان وغيرها..
وما بين هذه التراجيديا الفلسطينية التي اشتركت فيها أطراف عديدة عربية ودولية وصهيونية، نجد أنّه آن الأوان ليستريح الشعب الفلسطيني ولاجئيه من هذا التهجير والحرمان والنسيان وتصفية القضية، ليوحّدوا صفّهم نحو البوصلة الفلسطينية الأولى والأخيرة.
أضف تعليق
قواعد المشاركة