يعيش قطاع غزة منذ سنوات العديد من الأزمات، فما أن تنتهي واحدة حتى تظهر أخرى لترهق المواطنين في ظل غياب الحلول المؤقتة، وتهميش حكومة التوافق لقطاع غزة.

وتشتد هذه الأيام أزمات انقطاع الكهرباء، والمياه، واغلاق معبر رفح، وما يترتب عليها في ظل غياب مسؤولية حكومة التوافق اتجاه أهالي القطاع.

ومع كل أزمة تعصف بغزة، تحاول القوى الوطنية والفصائل تشكيل حلقة وصل بين حكومة التوافق وحركة حماس للوصول إلى تفاهمات لحل بعض القضايا حتى لو كانت مؤقتا، وهذا ما ترفض الحكومة بعد فرضها شروط تعجزيه لحل أي أزمة تواجه القطاع.

رزمة واحدة

حركة حماس وعلى لسان عضو مكتبها السياسي زياد الظاظا، رأت أن تطبيق اتفاق القاهرة الموقع بين الفصائل الفلسطينية هو الحل الأمثل لأزمات قطاع غزة وأبرزها معبر رفح البري.

وقال الظاظا في حديث لـ "الرسالة نت"، "جميع القضايا المتعلقة بغزة مدرجة ضمن الاتفاق، لذلك لا نريد أن نجزأها، وعلينا التوجه لحلها رزمة واحدة".

وأضاف "يجب على الحكومة أن تقوم بكل التزاماتها لأبناء شعبها، من خلال حل الأزمات العالقة التي يندرج ضمنها المعبر والموظفين وغيرها من القضايا".

أما فيما يتعلق بمقترح حل أزمة معبر رفح، قال سامي أبو زهري المتحدث باسم "حماس"، إن الحركة ليست حريصة على أن تكون موجودة على معبر رفح، مضيفا: "لدينا عدة مقترحات ونعمل على كافة الأصعدة من أجل فتح المعبر، في حين أن اللجنة الفصائلية لديها ورقة واحدة فقط".

وأوضح أبو زهري أن ورقة الفصائل بها عدة إشكالات، مبيناً أن الحركة لم ترفضها لكنها قدمت استفسارات جوهرية وطالبت بتوضيحات لها، مشيرًا إلى أن المصريين أبلغوا الفصائل في فترات متفاوتة أن المعبر مغلق وسيبقى مغلقا بسبب الأوضاع الأمينة".

وأضاف "يجب علينا أن نكثف الضغط على الأشقاء المصريين من أجل فتح المعبر"، داعيا الفصائل إلى أن تكون شريكة في تحمل العبء وليست وساطة بين حماس وفتح، في ظل غياب الحكومة عن غزة.

وطالب الفصائل بأن تشكل لجنة لتطبيق المصالحة، كي لا تتذرع الحكومة بأن حماس لا تمكنها من أداء عملها في القطاع. وقد زعمت حكومة الحمد الله في بيان لها عقب اجتماعها الأسبوعي، الثلاثاء، رفض حماس للمبادرة، متهمة الحركة بمحاولة التهرب والمماطلة من الاتفاق.

مبادرات الفصائل

واتفق محللون سياسيون فلسطينيون في أحاديث منفصلة لـ "الرسالة" على أن حل أزمات التي تضرب قطاع غزة يومًا بعد آخر بشكل منفرد سيفاقم من المعاناة خاصة أن جميع تلك القضايا مترابطة ببعضها.

المحلل والكاتب الساسي فايز أبو شمالة، رأي أن حل أزمات غزة منفردة سيعقد الحلول المقترحة وسيفاقم المعاناة، كون أن جميع القضايا مترابطة وحلها يكمن بتحمل حكومة التوافق مسؤوليتها تجاه غزة.

وقال أبو شمالة، " الحلول المقترحة من الفصائل والقوى الوطنية لأزمات غزة تأتي لوضع حماس في مأزق وإحراجها أمام الفلسطينيين، وليس لتمكين حكومة التوافق من تحمل مسؤوليتها اتجاه غزة".

وتساءل لماذا رفضت الفصائل أن تكون جزءاً من الحل؟ وما المبرر لرفضها الإشراف على معبر رفح طالما يختلف طرفا الانقسام على إدارته؟

وأضاف أبو شمالة: "ألا يقضي الواجب بأن تأخذ الفصائل دورها عند افتراق المواقف، وأن تتحمل مسئوليتها الوطنية والإنسانية، وأن تشرف على تسيير حركة المعبر بعد الاستعانة بالكفاءات الوظيفية من حركتي فتح وحماس".

وأوضح أن رفض الفصائل السريع لمقترح حركة حماس مثيراً للشك، ويعيد قضية المعبر إلى مربع سوء الظن بالمبادرة التي تعرضها الفصائل، لاسيما أن ادعاء بعض الفصائل بأن المعبر موضوع سيادي من ضمن مهام ومسؤوليات السلطة.

وأشار أبو شمالة إلى أن هذا الادعاء يتنافى مع الواقع الذي يؤكد أن تلك الفصائل النواة الصلبة للسلطةـ وهي شريكة في القرار السياسي للسلطة.

أما المحلل والمختص في الشأن السياسي حمزة أبو شنب، فرأى أنه لا توجد نية حقيقة لدى حكومة التوافق بحل أزمات غزة حتى لو مؤقتًا. 

وقال أبو شنب: "حل القضايا المتعلقة بقطاع غزة متجزئة سيساعد في حل جميع المشاكل لكن السلطة تماطل بذلك ولا تريد انهائها"، مضيفا " حكومة التوافق تحاول اختلاق أزمات جديدة لقطاع غزة من خلال فرضها الضرائب على الوقود ووضع شروط تعجيزية على مبادرة الفصائل".

وبخصوص مبادرة الفصائل حول معبر رفح قال "المعبر فتح في عهد السيسي وبإدارة حماس، الأمر لا يرتبط بوجود حكومة التوافق، بل للضغط أكثر على حماس ووضعها في مأزق أمام شعبها بغزة".

وتدعي حكومة الوفاق التي تشكلت في يونيو من العام 2014، إنها عاجزة عن تسلم مهامها في المؤسسات الحكومية في قطاع غزة، هو ما تنفيه حركة حماس التي طالبت الفصائل مؤخرا بالضغط على الحكومة لاستلام جميع ملفات قطاع غزة.

المصدر: الرسالة نت