«الوكالة»: تقليص التقديمات سببه نقل الموازنات
لا تقليص ولا تخفيض لخدمات «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) الصحّية في لبنان، هذا ما أعلنته جهاراً وبوضوح المسؤولة الإعلامية في مكتب الوكالة في بيروت زيزات دركزللي لـ «السفير». واستغربت الحراك الاحتجاجي في المخيمات، الذي وجدته مبنياً على باطل، والذي أغلق المدارس والمراكز الطبّية ما ألحق الضرر بعدد من العائلات الفلسطينية.
تؤكد دركزللي أن «التقديمات الاستشفائية هي جزء من الخدمات الصحّية التي تقدّمها الوكالة، وميزانيتها ثابتة لم يلحقها زيادة، ولكن أيضاً لم تطلها التخفيضات. وتبلغ قيمتها الإجمالية 10 ملايين دولار، يخصّص لفلسطينيي لبنان منها 50 في المئة أي خمسة ملايين دولار، وهي النسبة الأكبر بين الأقطار التي تعمل فيها الأونروا لكون كلفة الاستشفاء في لبنان مرتفعة جدّاً».
وتشرح أنه قبل هذا الوقت برزت مطالبة فلسطينية برفع نسبة تغطية العمليات الجراحية من الدرجة الثالثة، كالعمليات الطارئة والتي تشكّل خطراً على الحياة، «فرفعناها من 50 في المئة إلى 60 في المئة، كما رفعنا سقف المداخلة الطبّية من 4200 دولار إلى خمسة آلاف دولار.
ولأن الميزانية ثابتة ولم ترتفع أجرت الوكالة تعديلات على تغطية العمليات الجراحية من الدرجة الثانية فخفّضتها من 100 في المئة في مستشفيات الهلال الأحمر إلى 95 في المئة وإلى 85 في المئة في المسشتفيات الحكومية و80 في المئة في المستشفيات الخاصة. ووضعنا أولوية لمستشفيات الهلال الأحمر والحكومية كي تـــطال الميزانية أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين الذين هم بحاجة إلى استشفاء. علماً أننا نعطي أذونات بالعلاج في المستشفيات الخاصة في حــــال تعذّرت معالجة الحالة في الهلال الأحمر أو الحكومي. مع هذا لا يمكن للفلسطيني أن يتحدث عن تخفيضات أو تقليص لنســــبة التغطية، لأن المريض الذي لا يستطيع دفع فرق التكـــلفة والــــتي تتراوح بيـــن 5 في المئة و15 في المــــئة لحالات الدرجة الثانية، يمكنه أن يلجأ إلى شـــبكة الأمــان الاجتماعي التي تغطي فـــارق التكلفة».
وأكّدت دركزللي أن هناك مَن يُصرّ على تسويق المغالطات، و «أوّل ضحايا تلك الشائعات الشاب عمر خضير الذي أقدم على حرق نفسه، علماً أن التعديلات التي أجرتها الوكالة لا تشمل حالته كمريض تلاسيميا، كما أنها لم تنكفئ يوماً عن تغطية علاجه. تماماً كما أن الحديث عن وفاة الحاجة عائشة نايف على باب المستشفى شائعة، لأنها دخلته يوم الجمعة عن طريق تحويل من الوكالة وقد توفّيت لأنها لم تستجب للعلاج المقدّم لها». وأشارت إلى أن «الفلسطينيين المجنّسين يحصلون على تغطية استشفائية من وزارة الصحّة»، مطالبة من لم يتلق مساعدتها التواصل مع الوكالة.
ما هي التخفيضات؟
قررت «الأونروا» خفض خدماتها الصحية لمرضى المستوى الثاني، وهم الغالبية من المرضى الفلسطينيين، الذين يقصدون المستشفيات للعلاج إلى 20% حيث باتت تغطي الأونروا فقط 80% في المستشفيات الخاصة، بدلاً من 100% كما كان سارياً العام الماضي، واشتراط لجوء المريض أولاً إلى مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني، وإذا تعذر وجود العلاج فيها يتم تحويله إلى المستشفيات الحكومية، وإذا تعذر علاجه أيضا فيها يمكن تحويله إلى المستشفيات الخاصة.
وقررت الأونروا زيادة التغطية الصحية لمرضى المستوى الثالث من 50% إلى 60 % علماً أن موازنة الصحة ما زالت كما هي وبالتالي فإن المبالغ التي سيتم اقتطاعها من مرضى المستوى الثاني تفوق بكثير مبالغ زيادة 10% لمرضى المستوى الثالث، باعتبار أن ما نسبته 95% أو أكثرمن المرضى هم من مرضى المستوى الثاني.
المصدر: السفير
أضف تعليق
قواعد المشاركة