مخيمات الجنوب: اليوم غضب ضد «الأونروا»
كما كان متوقعاً لم تمر تخفيضات «الأونروا» بحق اللاجئين الفلسطينيين مرور الكرام. اشتعلت المخيمات، شاب يحرق نفسه في مخيم البرج الشمالي، «بوعزيزي فلسطيني» يضع أسس ثورة أهل المخيمات في وجه المنظمة الدولية.
هكذا كان أن غلت المخيمات على أحرّ من الجمر. واصل الفلسطينيون تحركاتهم، تضبط «اللجان الشبابية والأهلية والمؤسسات والجمعيات الفلسطينية التحركات». مخيمات صيدا والجنوب تنتفض رفضاً لقرارات وسياسات «الأونروا» بتقليص الخدمات، ومنها الاستشفائية، المعتمد منذ مطلع العام الحالي.
في مخيم عين الحلوة أغلق أهل الحراك مدارس وعيادات ومراكز «الأونروا» بما فيها مكتب مدير المخيم. وهذا ما حصل أيضاً في مخيم المية ومية الذي شهد إقفالاً مماثلاً.
وعقدت اللجان الشبابية والمؤسسات الأهلية اجتماعاً دعت في أعقابه إلى إضراب شامل في كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وإغلاق كافة المراكز والمؤسسات التابعة لـ «الأونروا». وذلك بدءاً من اليوم الخميس، «احتجاجاً على استمرار الأونروا في تقليص خدماتها على أكثر من صعيد، خصوصاً على صعيد ملف الاستشفاء».
وأكدت مصادر اللجان الفلسطينية أن الإقفال هو في البداية تصعيد تدريجي سيبدأ اليوم باعتصام أمام مكتب مدير «الأونروا» في مخيم عين الحلوة والجمعة باعتصام مماثل أمام مكتب مدير منطقة صيدا.
وفي هذا الإطار، أصدرت «اللجنة الشبابية الفلسطينية» في المخيم بياناً أعلنت فيه أنه «التزاماً بالإجماع الشبابي الفلسطيني في مخيمات لبنان، ورفضاً لسياسات الأونروا الظالمة بحق أبناء شعبنا، أغلقنا أمس الأربعاء مدارس وعيادات الأونروا كافة، تلبية لدعوة الغضب التي أطلقها الحراك الشبابي في مخيمات لبنان بعدما وصلت الأمور إلى وفاة اللاجئة الفلسطينية عائشة نايف بعد رفض الانروا علاجها، وإقدام الشاب عمر خضير على احراق نفسه بسبب عدم تغطية الانروا لتكاليف علاجه من مرض التلاسيميا».
وأشار البيان إلى أن «الخطوة الأولى هي الإضراب. وتتم حالياً دراسة خطوات أخرى سيتم الإعلان عنها في حينه، مع دعوة الأطر الشعبية كافة إلى تصعيد حراكهم في عين الحلوة ومدينة صيدا حتى تصبح كل المخيمات جسداً واحداً يرفض مقررات الأونروا الجائرة».
و دعا المنسق العام للجنة الشبابية الفلسطينية حسام الميعاري «الى تصعيد الاحتجاجات ضد الاونروا لتتحوّل الى انتفاضة فعلية في وجه سياسة سلب الحقوق وسرقة لقمة العيش والطبابة والتعليم التي تتبعها الأونروا، والتي لا تختلف عن سياسة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية من حصار لأهلنا وتجويع لهم وحرمانهم من حقوقهم». وأكد «أن المرحلة اليوم تحمل عنوان انتزاع الحقوق. وهي معركة شعبية بامتياز يجب أن يتصدّرها الشعب لمنع الاونروا من الاختباء خلف حجج واهية سواء قصة العجز المالي أو غيره»، قائلاً: «هذا ذنب لا نتحمّل مسؤوليته كشعب». من جهته، أكد عضو اللجان الشعبية عدنان الرفاعي أن «هذه الخطوة ما هي إلا بداية الانتفاضة وذلك رداً على إصرار الأونروا على قراراتها وبعد وفاة امرأة في مخيمات صور وإحراق خضير نفسه نتيجة عدم تحويلهم إلى مستشفى متخصص. وأشار الرفاعي إلى «أن القضية ليست سياسة تقليص خدمات فقط، بل تهدف إلى تهجير وتيئيس الشعب الفلسطيني في الشتات لإنهاء حق العودة».
في المقابل هدّد نائب المسؤول السياسي لحركة «حماس» في لبنان الأحمد عبد الهادي، بتصعيد شعبي سلمي «غير مسبوق» ضد وكالة «الأونروا»، رداً على سياساتها الأخيرة القاضية بتقليص خدماتها.
إلى ذلك حذّر أمير «الحركة الإسلامية المجاهدة» أمين سر القوى الإسلامية الشيخ جمال خطاب «من الأخطار التي سوف تترتّب على وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من سياسة تقليص خدمات الأونروا».
المصدر: السفير
أضف تعليق
قواعد المشاركة