على غرار المخيمات الفلسطينية
الشباب الفلسطينيّ في صيدا القديمة.. دعواتٌ للعمل والارتقاء بالوعي والثقافة
هبة الجنداوي- صيدا
كانت المخيمات الفلسطينية في لبنان ولا تزال الشاهد الأوّل على اللاجئين الفلسطينيين، نظراً لوجود العدد الأكبر منهم في تلك المخيمات، وتركيز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا جهودها فيها حيث تنشط هناك الجمعيات والمؤسسات والمنظمات في الجوانب الإغاثية والاجتماعية والإنسانية والرياضية والثقافية.
لكن في المقابل تقبع التجمعات الفلسطينية فقيرةً إلى تلك الأنشطة التي ترتقي بالشباب الفلسطينيّ وتدرّبهم وتوعّيهم على الكثير من المشاكل والقضايا التي يواجهونها في مجتمعهم. ويعلّق الشاب إبراهيم الناطور الطالب في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا ومن فلسطينيي صيدا القديمة على هذا الموضوع قائلاً «أنا ولدتُ وترعرعت في البلد، وأنا كشاب أقيم هنا أؤكّد حاجة الشباب بشكلٍ عام والفلسطينيّ خاصّةً، لنقلة نوعية فيما يتعلّق بالثقافة والتربية والتدريب».
إبراهيم واحدٌ من بين مئات الشباب الفلسطينيّ الذي يعيش في أجواءٍ مشحونةٍ بالكثير من الطاقات السلبية حيث يقبع الشباب العاطل عن العمل في القهاوي أو ينتشرون في الطرقات أو يلجأ الكثير منهم لتعاطي الحبوب والحشيشة للترويح عن النّفس، ما يجعل الشباب عرضةً للفساد والانحراف. ويضيف إبراهيم «كلّ ما نريده هو أن تنظر إلينا منظماتنا ومؤسساتنا الناشطة في الكثير من المخيمات الفلسطينية، وتعطينا بعضاً من وقتها وتهتمّ بالأجيال الفلسطينية الصاعدة هنا، وتقيم لهم الأنشطة التربوية والرياضية والتوعوية التي تحول بينهم وبين الانغماس في الانحراف والدمّار».
هي كلماتٌ لم تمثّل الشاب إبراهيم وحده بل هي حال مئات الشباب الفلسطينيّ هناك، إذ يوافقه في ذلك الشاب محمد اللّحام الذي ينظر إلى أصدقائه ممن يعيشون في المخيمات بحسدٍ لحجم الاهتمام الذي يحظون به من قبل الجمعيات الفلسطينية. وفي كلماتٍ قليلةٍ قال لنا محمد «أنا مستعدّ أفضِّي بيتي وأستقبل جمعية تعطينا يوم تدريبي لنستفيد منو».
لكن قد يشير البعض إلى أنّ حجم اللاجئين الفلسطينيين في صيدا القديمة ليس بالعدد الكبير مقارنةً بالمخيمات، إلاّ أنّه وفي إحصائية جديدة أفادنا بها أمين سر فتح في صيدا القديمة مصطفى اللّحام أظهرت أنّ نسبة الفلسطينيين هناك تصل إلى 70% من عدد السكّان أغلبهم نزح من حيفا وعكّا ويافا عام النكبة.
إلاّ أنّ مدير منظمة ثابت لحق العودة سامي حمّود أكّد لشبكتنا أنّ غياب نشاط المؤسسات والجمعيات الفلسطينية عن هذه المنطقة الجغرافية "منطقة صيدا القديمة" ليس فعلاً مقصوداً وإنما هو ناتج عن عدم افتقارها لمراكز وقاعات من أجل تنظيم الفعاليات، الأمر الذي أكّدت عليه أيضاً مسؤولة اتّحاد المرأة الفلسطينية في صيدا القديمة آمال الجعفيل.
ويضيف حمّود «المسألة الأخرى هي أنّ غالبية المؤسسات يتمحور عملها بشكل أساسي داخل المخيمات الفلسطينية كونها تُشكل العنوان الرئيسي لقضية اللاجئين في لبنان، وتضم العدد الأكبر منهم وخصوصاً مخيم عين الحلوة الذي يُعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني في لبنان».
ويشير حمّود إلى أنّ "ثابت" سعت إلى أن يكون لها أنشطة مشتركة مع بعض المؤسسات الفلسطينية في المدينة كتنظيم أنشطة ثقافية وتراثية وإحياء مناسبات وطنية في قاعة بلدية صيدا لاستيعاب أكبر شريحة ممكنة وخصوصاً المتواجدة في المدينة خارج المخيمات.
أمّا عن دور بلدية صيدا في هذا الجانب فقد أكّد العضو في البلدية المهندس علي دالي بلطة أنّ البلدية تفتح قاعاتها لأيّ محاضرات وندوات تسعى المؤسسات والجمعيات تنظيمها. مشيراً إلى أنّ دور البلدية على الأرض يكون بالاهتمام بالبنى التحتية والنظافة والحفاظ على الأمن.
فعلياً، لا يجد الشاب الفلسطينيّ اللاجئ في لبنان ما يعوّض النقص الذي يحاول التعايش معه في ظلّ حرمانه من الكثير من الحقوق، رغم كلّ ما تبذله المنظمات والمؤسسات التي تُعنى باللاجئين. فالمسألة أكبر من ذلك خاصّةً مع حجم الخذلان الذي يتعرّض له اللاجئون من قبل دولة لبنان المضيفة، ووكالة الأونروا والمجتمع الدّولي!
أضف تعليق
قواعد المشاركة