الرياضة منارة على طريق الكفاح الفلسطيني
«العالول» لشبكة العودة الإخبارية: الرياضة حاضنة الشباب الفلسطيني في الشتات
أجرى الحوار: هبة الجنداوي
"العقل السليم في الجسم السليم"، عبارة دائماً ما كنّا نسمعها من الآباء والمدرّسين لتشجيع الأبناء على ممارسة الرياضة والاهتمام بها لأهميتها في حياة الإنسان. هي قاعدة تطبّق على أيّ إنسان يعيش حياة طبيعية بعيدة عن التحدّيات، لكن الرياضة لها أوجه أخرى عند الفلسطينيين ليس على الفرد نفسه وإنما على الشعب بأكمله، فهي تصنّف كأحد المنارات على طريق الكفاح الفلسطيني في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات. إذ لا تقتصر المقاومة على السلاح فقط، بل تكون أيضاً عن طريق الرياضة، والفن، والإبداع، والعلم.
ومؤخّراً أطلقت الهيئة الفلسطينية للرياضة في لندن، خطة لتنمية المواهب الرياضية في الشتات، لدعم وتشجيع إدماج الشباب الفلسطيني بدول الشتات في مختلف المسابقات الرياضية. وللوقوف على مدى أهمية هذه الخطة وإيجابياتها على واقع الشباب الفلسطيني، أجرت شبكة العودة الإخبارية حواراً مع رئيس الهيئة الفلسطينية للرياضة زياد العالول.
مشروع تنمية المواهب الرياضية في الشتات، ما مدى خدمة هذا المشروع للشباب الفلسطيني والمخميات الفلسطينية؟
يساهم هذا المشروع في اكتشاف الإبداع عند الشباب الفلسطيني وإعطائهم الفرص وتشجيعهم على المضيّ قدماً للوصول إلى الاحتراف. فالشعب الفلسطيني مبدعٌ، لكن هؤلاء المبدعين لا يعلم بهم أحد، ونحن كنقابات ومؤسسات فلسطينية دورنا أن نكتشف هذا الموهوب والمبدع وإعطائه الفرصة ليكون لبِنة في بناء الجيل الفلسطيني الصاعد.
والمبدع الفلسطيني في أوروبا أو أميركا وغيرها من الدول لديه الفرصة لينهض ويصعد، لكن الحال في المخيمات الفلسطينية يختلف حيث لا أحد يراه. هنا يأتي دورنا لمساعدته في الصعود، حيث ستعود الفائدة عليه وعلى المخيم الذي نشأ فيه. والهيئة الفلسطينية للرياضة تعمل ما في وسعها لتقوية هذا الجانب والبحث له عن رعاة.
كما أنّ هناك إنجازات مهمة للرياضيين الفلسطينيين الذين اقتحموا وبرعوا في المجال الرياضي.
من خلال تجربتكم في مجال الرياضة، كيف تستطيع الرياضة خدمة القضية الفلسطينية؟
الأندية الرياضية تساهم في بناء الشخصية الوطنية للشباب عامة والفلسطيني على وجه الخصوص. والرياضة أعتبرها حاضنة للشباب الفلسطيني، ففي المخيمات ترى النادي والملعب وحتى الحارة التي يلعب فيها الطفل هي المحضن الأول له قبل أن يذهب للمدرسة، لذلك من المهم أن نجد الحاضنة التي ترعى الشباب الفلسطيني.
كذلك فمن خلال الرياضة والإبداع فيها فإنّ شعبنا يخوض المعركة مع الاحتلال على جميع الجبهات.
ما هي فعاليات الهيئة في تطوير العمل الرياضي الفلسطيني؟
قامت الهيئة في الآونة الأخيرة بتكريم فريق "اي كيو اف" الدنماركي بمناسبة صعوده إلى الدرجة الثانية، وهو فريق أغلب لاعبيه من أصول فلسطينية. كذلك بحثت الهيئة الشهر الماضي مع الأمين العام للاتحاد القطري لكرة القدم منصور محمد الأنصاري سبل التعاون بين الاتحاد والهيئة الفلسطينية للرياضة وكيفية تنمية وإدماج الشباب في لعبة كرة القدم.
كما وقد بدأنا هذا العام بالتركيز على المخيمات الفلسطينية في لبنان، في محاولة للوقوف على احتياجات قطاع الرياضة فيها، والمساهمة في توفير الرعاية والدعم لأبناء المخيمات التي تفتقر إلى الكثير من مقومات الحياة الكريمة. حيث قمنا بزيارة نادي الخليل في مخيم البداوي في طرابلس بصحبة حملة الوفاء الأوروبية، التي تعهدت مع مؤسسات أوروبية أخرى بإنشاء ملعب مغطى مع تعشيب اصطناعي، ليكون الملعب ملائم لممارسة النشاط الرياضي طوال العام.
كما وقد قمنا بزيارة نادي الأقصى في مخيم برج البراجنة الذي يشرف على تدريب أطفال المخيم في أكاديمية أجيال العودة، وقمنا بالاطّلاع على أنشطتهم وما يلزمهم من مساعدات للفريق.
لقد شاركتم، مؤخّراً، في مؤتمر العمل النقابي الفلسطيني في الشتات، ما مدى خدمة هذا المؤتمر للهيئة؟
يُقال عن الفلسطينيين باستمرار بأنهم شعبٌ مميز ومبدع، لذلك فإنّ هذا المؤتمر خطوة إيجابية في الطريق الصحيح، حيث يعمل هذا التجمع على تجميع النخب والطاقات الفلسطينية المبدعة. ومن خلاله نحن نقول للطبيب والحقوقي، والأديب الذي يعيش في أميركا أو الخليج أو ألمانيا أنّ هناك نقابة ندعوه ليساهم من خلالها في بناء الوطن وخدمة شعبه.
ونحن كجزء من هذه المؤسسات والتجمعات الفلسطينية في الخارج نلعب على كافة الأدوار، والهيئة الفلسطينية مكملة لكلّ الأدوار الأخرى، فنحن لا نستطيع أن نبني نادي في مخيم بدون مشاركة المؤسسات الأخرى لدعم هذا المشروع.
أضف تعليق
قواعد المشاركة