محمود يبيع الخضر في عين الحلوة

منذ 9 سنوات   شارك:

بعد تخرّجه مهندساً ميكانيكياً، لم يجد محمود إبراهيم الشيخ (26 عاماً) عملاً، فرأى نفسه يجرّ عربة خضر في سوق مخيّم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان)، وراح يبيع خضرته حتى يؤمن مصروفه، ولا يبقى بالتالي عالة على أبيه الذي أصبح مديوناً بعدما خسر في تجارته. هو كان يملك محلاً لبيع الألبسة.

يخبر محمود: "كنت من المتفوقين في المدرسة، وكان هدفي متابعة تحصيلي الجامعي والحصول على شهادات عليا". يضيف: "أنا اليوم حائز على ماجستير في الهندسة الميكانيكية من الجامعة اللبنانية الدولية في صيدا. كان لدي أمل، لكن بعد تخرجي صُدمت بعدم توفّر فرصة عمل، لأنني فلسطيني الجنسية. لا يحق لي أن أسعى إلى تأمين حياتي وبناء بيت والزواج وتكوين أسرة. كل ما أفكر فيه يتطلب عملاً ومالاً".

ويشير إلى أنه سعى كثيراً لإيجاد عمل، لكنه لم يوفّق. حتى أنه لم يستطع إيجاد فرصة عمل خارج لبنان، "والسبب أنني من فلسطينيّي لبنان". وبعدما طال انتظاره، لم يرغب في الجلوس في البيت، عاطلاً من العمل. وهكذا اضطر إلى بيع الخضر على عربة في المخيم. يقول: "نحن ستة أشخاص في البيت، ونحتاج إلى تأمين معيشتنا. عند دخولي الجامعة، كان والدي يملك محلاً لبيع الألبسة في المخيم. كان قادراً على تأمين نفقات دراستي في السنة الأولى، لكنه تعرض لنكسة تجارية وخسر معظم ماله. وعلى الأثر أقفل محله وصار مديوناً. لذا اضطررت إلى الاستدانة من بعض الأقارب حتى أنهي دراستي. كذلك عمدت إلى تدريس تلميذين في البيت. حتى هذا المال لم كن يكفيني لتأمين مصاريفي اليومية، من إيجار مواصلات وثمن قرطاسية وكتب خاصة بالجامعة". يضيف: "عندها قصدت مدير الجامعة، وطلبت منه أن يسمح لي بمتابعة تعليمي بالدين، على أن أسدد له أقساط دراستي عندما أبدأ بالعمل. لكن هذا المبلغ ما زال ديناً عليّ حتى اليوم، لأن الحظ لم يحالفني أيضاً في الحصول على مساعدات مالية من السفارة الفلسطينية في لبنان".

ما زال محمود حتى اليوم يرسل طلبات توظيف إلى شركات خارج لبنان وداخله لبنان، آملاً. لكنه يفاجأ دائماً بالرفض. وقد رفضت شركات في لبنان حتى تدريبه. يقول بغصّة: "كنت قد وضعت خطة وتعبت وسهرت الليالي ودرست لأصير مهندساً ميكانيكياً وأعمل في هذه المهنة. لكنني أدركت أنه لا يحق لي أن أكون مهندساً".
 

المصدر: العربي الجديد 



السابق

156 مصاباً بمواجهات الضفة وغزة في الجمعة الثامنة للانتفاضة

التالي

مخيم اليرموك سيطوي ملف الاغتيالات بعد اعترافات أمير منشق معتقل لدى «الدولة»


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون