الصحافة اللبنانية: بالأمس صبرا وشاتيلا... واليوم الأقصى
ليس غريباً ولا مستهجناً ان تتزامن الذكرى الثالثة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، التي نفذتها الميليشيات العميلة للعدو الصهيوني في لبنان ( بين 16 و18 ايلول 1982) مع الحرب "الإسرائيلية" المفتوحة على القدس ومسجدها الشريف، الذي يتعرض اليوم لواحدة من أخطر حلقات التهويد والصهينة، التي تستهدف تكريس التقسيم المكاني والزماني للمسجد الاقصى، كمقدمة لاحكام السيطرة المطلقة على مساحاته، إيذاناً بالبدء ببناء الكنس وإقامة الهيكل المزعوم...
فتاريخ الكيان العدواني سلسلة متصلة من المجازر، لم تكن صبرا وشاتيلا أولها ولم تكن آخرها، إذ بدأت مع الغزوات الصهيونية الأولى وإقامة الكيان... وهي متواصلة اليوم في الضفة المحتلة والقدس الشريف لاحكام السيطرة والإطباق على كامل الارض الفلسطينية... في وقت ينشغل العالم بملفات دولية وإقليمية، ويتخبط فيه الوطن العربي بإزمات واضطرابات وحروب مفتوحة، وضعت القضية الفلسطينية في آخر سلم اهتمام الدول العربية وجامعتهم التي يسكنها الشلل، ويستوطن فيها العجز.
ويبقى الامل في حركات المقاومة والقوى الحية في الامة العربية والعالم الاسلامي وأحرار العالم، الذين يولون وجوههم نحو فلسطين، ويعملون كل من موقعه على مواصلة الصراع المفتوح مع المشروع الاستعماري الصهيوني الاجلائي، ومخططات التهويد والصهينة.
هذا وتناولت معظم المواقع الإلكترونية والصحف اللبنانية الذكرى الثالثة والثلاثين لمجرزة صبرا وشاتيلا، والنشاطات التي تقوم بها "لجنة كي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا" التي تضم عددا من الشخصيات الايطالية والفرنسية وبعض الجنسيات الاخرى، كما تابعت انتهاكات عصابات المستوطنين لباحات المسجد الاقصى تحت غطاء ناري من أجهزة الأمن الصهيونية التي استباحت كافة انحاء المسجد ولم تسلم المصاحف من اقدامهم الهمجية، وذلك تحت سمع ونظر العالم أجمع الذي لم يحرك ساكنا، ولم تعقد الاجتماعات الطارئة لا في مجلس الامن ولا حتى في الجامعة العربية!..
فقد غطت صحيفة "البناء" البيانات التي صدرت في لبنان بذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، من قبل الكثير من الهيئات الاهلية والقوى والأحزاب السياسية.
ولفتت الى ان "لجنة دعم المقاومة في فلسطين" قالت في بيان لها أن "المجازر الصهيونية لن ترهبنا ولن تثنينا عن التمسك بخيار الجهاد والمقاومة من التحرير والعودة".
ودانت "بشدة العدوان الصهيوني المتواصل على المسجد الأقصى المبارك"، محذرة "العدو الصهيوني من التمادي في تنفيذ مخطط تقسيم الأقصى للاستيلاء عليه تمهيداً لهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه"..
كما دعت "الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم الى التحرك العاجل والضغط على الحكومات لاتخاذ قرارات جادة لدعم قضية القدس والدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين وتعرية الكيان الصهيوني الغاصب ومحاكمة قادته كمجرمي حرب ضد الإنسانية".
وأكدت «جمعية الصداقة الفلسطينية – الايرانية» في بيان لها «ان الإرهاب الصهيوني منذ ما قبل مجزرة صبرا وشاتيلا وما تلاها من مجازر، هو المصدر الرئيسي للإرهاب وهو يشكل اليوم مع التيار التكفيري المجرم وجهين لعملة واحدة".
وأكد المؤتمر الشعبي اللبناني، في بيان له أن "مجزرة صبرا وشاتيلا ستبقى حية في وجدان كل لبناني وعربي حر، وشاهداً على بربرية الصهاينة وعملائهم»... ورأت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان أنه «بعد مرور 33 عاماً على ذكرى مجزرتي صبرا وشاتيلا، يتحمل المجتمع الدولي والإدارة الأميركية تحديداً والعديد من الأنظمة الغربية والعربية، المسؤولية في عدم محاسبة دويلة الكيان العدو الصهيوني الغاصب عن كل المجازر الرهيبة التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني واللبناني، وبحق كل الشعوب العربية منذ احتلاله فلسطين إلى اليوم".
وطالب رئيس المنظمة العربية لحماية ومساندة الصحافيين وسجناء الرأي المحامي عمر زين، الهيئات والمنظمات الحقوقية والقانونية في العالم "بخوض معركة قانونية مع الاحتلال، وتأصيل الحق القانوني للفلسطينيين بالقدس والأقصى، كون القانون الدولي يصنف مدينة القدس على أنها مدينة محتلة، وصدرت العديد من القرارات من الهيئات والمنظمات الدولية التي تؤكد بطلان إجراءات الاحتلال في القدس وتهويده للمدينة".
ونقل موقع "صيدا سيتي" عن رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد تأكيده "أن التصعيد الصهيوني خطير جداً، والعدو يعمل من أجل تصفية القضية الفلسطينية، مستفيداً من الصمت العربي والانقسام الفلسطيني".
واعتبر الدكتور عبدالرحمن البزري في تصريح له، أن «تدنيس المقدسات والتعدي على الأقصى يأتيان في سياق مخطط «إسرائيلي»، يستفيد من ضياع البوصلة العربية والإسلامية وتشرذم الجهود، ووضع الإمكانات والطاقات العربية في الاقتتال في الساحات الداخلية»، داعياً «بمناسبة أداء مناسك الحج وعيد الأضحى المبارك الى وقفة إسلامية عربية واحدة جادة ومدوية لردع العدو «الإسرائيلي» وتهديد مصالح حلفائه وداعميه".
ومتابعة للشأن الأمني المتعلق بمخيم عين الحلوة قالت "المركزية" أن قيادة العمل اليومي المنبثقة عن "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" واكبت تحضيرات بدء العام الدراسي في مدارس "الأونروا" وبعثت بعد اجتماع لها "رسالة طمأنة الى اهالي المخيم ان لا محاور في المدارس وبين الطلاب، وبإستطاعة كل الطلاب التوجه الى صفوفهم كالمعتاد دون اي خوف او فرز، خلافا للشائعات التي تنتشر وتريد ايقاع الفتنة واحداث توتر، مؤكدة ان القوى السياسية والقوة الامنية تأخذ هذا الموضوع على محمل الجد وتعمل بجهد لمنعه تحت اي ظرف كان."
المصدر: القدس للأنباء
أضف تعليق
قواعد المشاركة