أسر شهداء صبرا وشاتيلا: الحساب آتٍ

منذ 9 سنوات   شارك:

 تمر الذكرى الـ 33 على مذبحة صبرا وشاتيلا بهدوء وألم وحزن، تماماً مثلما رحل الضحايا بهدوء وألمٍ وحزنٍ يوم ذبحوا بدم بارد، وبغطاء من العدو الصهيوني، ورغم علم أسر الشهداء أن "صبرا وشاتيلا" لن تكون الأخيرة بحقهم، فإنهم وجهوا رسالة للقتلة مفادها: "الحساب آتٍ".

وأعرب الشاب بسيم عبد القادر، عن اعتقاده أن القتلة الآن يدركون أن هذا الدم له خطيئة، وهذه الخطيئة إن لم يدفعوا ثمنها في الدنيا فسيدفعونه في الآخرة".

وروى محمد سرور، وهو من مخيّم شاتيلا، وكان شاهداً على المجزرة التي أفقدته والده وأربعة أشقاء، القصة كاملةً فقال: "بدأت البوادر يوم الثلاثاء 14 أيلول عام 1982، فبعد مقتل الرئيس اللبناني، بشير الجميّل في ذلك الوقت، عرف سكان المخيمات أن شيئاً ما سيحصل. برهن ذلك تقدّم القوات "الإسرائيلية" نحوهم. أضاف: "يوم الخميس في 16 أيلول، كانت هناك تحركات مريبة، عناصر عسكرية كثيرة جمعت معلومات عن أصحاب المنازل الذين يقطنون أطراف المخيم ومداخله والطرق المؤدية إليه".

ويتابع سرور: "ذهبت وبعض الفتية لنحضر المياه من منطقة قريبة من المخيم، مرت سيارة جيب عسكرية إسرائيلية، فأطلق مقاتلون فلسطينيون النار عليها. وعند الساعة الخامسة تقريباً، بدأ رصاص القنص. قتلت امرأة ولم نستطع إنقاذها. وشعرنا أنه يتم التحضير لشيء ما".

ويضيف سرور: "احتمينا في الطابق السفلي من منزلنا المكون من طبقتين، وعند حوالي الساعة الخامسة والنصف، غادر بعض السكان المخيم. شاهدت عناصر مسلحة تتقدم باتجاه الشارع الرئيسي، لم يكونوا جنوداً إسرائيليين. طلب منّا والدي مغادرة المنزل خوفاً علينا، أما هو فرفض المغادرة. وصلت إلى الشارع الرئيسي وطلبوا مني التوقف، لكنني هربت. أطلقوا علي النار فاتجهت نحو مستشفى غزة. صعد بعض المسلحين إلى منزل موجود في أطراف المخيم، وبدأوا بالقنص".

صباح الجمعة 17 أيلول، "التقيت بشخص طلب مني عدم الذهاب إلى المخيّم، أخبرني عن مجزرة ترتكب هناك. قال إنهم قتلوا أبا أحمد سرور وأولاده، لم يكن يعلم أنني ابنه. توجهت إلى مستشفى غزة. كان أخي يبكي، سألت شقيقتي نهاد عن والدي وأشقائي فلم تستطع الإجابة. أخبرتني أنه حوالي الساعة الخامسة صباحاً، كانت والدتي تعد الفطور من دون أن تعلم بوجود مجزرة. جارتنا ليلى مجذوب صعدت إلى الطابق العلوي برفقة أخي نضال، فرآها المسلحون وصرخوا: بعدكم طيبين؟ انزلوا. طلبوا منها أن يتحدثوا إلى والدي، سألوه إن كان يحمل السلاح والمال، وطلبوا من الجميع الوقوف على الحائط. بدأوا بإطلاق النار. مات والدي. كان أخي نضال مختبئاً خلف الخزانة لكنهم أصابوه. تظاهرت أمي وشقيقاتي بالموت، فغادر المسلحون. سارعت والدتي إلى اصطحاب أختي نهاد إلى المستشفى". يذكر أن "عدد شهداء المجزرة وصل إلى 3500 شخص تقريباً، عدا المفقودين".

يقول: "ليل 14 أيلول، بدأت القنابل المضيئة تنير سماء المخيم، وفي صباح اليوم التالي، حضر رجل إلى المستشفى مصطحباً مجموعة من الأطفال. أخبرني أنهم يقتلون الناس داخل المخيّم. وفي الليل، أطلقت القنابل المضيئة مرة أخرى".

وأضاف: "كنا نتساءل عن كيفية إخراج الناس من المستشفى. قال أحدهم إننا سنخرجهم بالسيارات. رفضت لأن ذلك يعني موتنا جميعاً. ثم هربت مع عدد من الأشخاص. قفزنا فوق الأسلاك الشائكة، ولم نشعر بالخوف. لكن تملّكني الخوف عندما وصلت إلى الشارع العام. إلى أن أقلني مجموعة من الأشخاص في سيارة وأوصلوني إلى مستشفى أخرى". وتابع: "كان هناك مجموعة من الفتيات استطعن الهرب، إحداهن خطيبة طبيب جراح فرنسي، ومعها فتاة لبنانية وأخرى فلسطينية، تم اغتصابهن". يضيف: "حتى اللحظة، ما زلت أشعر بغضب شديد لما تعرض له أهالي صبرا وشاتيلا. لا يمكن نسيان هذه المشاهد. سترافقنا حتى الموت".

من جهته عبد الرحمن أبو جامع، شاب فلسطيني من قطاع غزة، أكد أن "صبرا وشاتيلا مجزرة بشعة ارتكبت بحق شعب أعزل يعاني اضطهاد العدو". وتابع: "أقول لضحاياها إن كانوا احياءً او أمواتاً، إن الحساب سيأتي لمن قام بهذه الجريمة، وهي جريمة تضاف إلى وصمات العار في سجل مجلس الأمن الدولي وكل دولة تدعم الكيان الصهيوني ولم تحاسبه على جرائمه هو وأعوانه".

راجي صباغ، فنان فلسطيني، صمت طويلا قبل أن يوجه كلمته للقتلة: "يمر الزمن وتختلف المواقع لكن الجاني سيجنى عليه".

كثيرون تساءلوا في ذكرى المجزرة، إن كان القاتل ما زال طليقاً، سواء كان العدو أو أعوانه، فإلى متى سيستمر الصمت، وإلى متى ستتعذب الأرواح بانتظار من يخلصها.

المصدر: القدس للأنباء



السابق

مركز الزيتونة يعيد نشر كتابه الذي يتناول المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني

التالي

الصحافة اللبنانية: بالأمس صبرا وشاتيلا... واليوم الأقصى


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون