الأونروا تصارح مخيمات الشمال: نتقشّف لتستمرّ مدارسنا
يستمر المدير العام لوكالة الأونروا في لبنان ماتياس شمالي بجولته على مدارس الأونروا في المخيمات بعدما اعتمدت الوكالة قراراً برفع عدد طلاب صفوف مدارسها إلى 45 طالباً في الصف، ما أثار سخط الأهالي الذين تحرّكوا لرفض هذا القرار
فاجأ المدير العام لوكالة الأونروا في لبنان ماتياس شمالي أعضاء الهيئة التعليمية والطلاب في مخيم نهر البارد، بوصوله إلى المخيم قرابة الساعة الثامنة من صباح أمس، قبل موعده المحدد عند الساعة العاشرة. جولة شمالي تدخل في إطار جولاته على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بالتزامن مع انطلاق العام الدراسي أول من أمس، بعد الجدل الواسع الذي أثير حول مستقبل العام الدراسي ومصيره في ضوء الأزمة المالية التي تعانيها الأونروا، والعجز الذي ترزح تحته.
الغاية من تقريب شمالي موعد زيارته نحو ساعتين، هو محاولته قطع الطريق على تحركات احتجاجية كانت تنتظره في مخيمي نهر البارد والبداوي، رفضاً لقرار الأونروا رفع عدد طلاب صفوف مدارسها من 35 إلى 45 طالباً، كمعدل وسطي، من أجل تقليص عدد الصفوف وأفراد الهيئة التعليمية لتخفيف العجز.
لكن ما استطاع شمالي النجاة منه في مخيم نهر البارد، بعد تفقده مدرسة طوباس ولقائه هيئتيها الإدارية والتعليمية ومجلس الأهل، لم يستطع التخلص منه في مخيم البداوي، إذ كان في انتظاره في مدرسة الناصرة في المخيم، التي زارها إلى جانب مدرستي الرملة والتركيب، حشد من طلاب المدرسة وممثلي الفصائل واللجنة الشعبية في المخيم، حيث اعتصموا في باحتها ورددوا هتافات ترفض قرارات الأونروا وتطالب بالتراجع عنها، وعلى رأسها رفع عدد طلاب صفوف المدارس.
عضو اللجنة الشعبية في المخيم أبو رياض شتلة، الذي تحدث خلال الاعتصام، طالب الأونروا "بالتراجع عن قراراتها التي اتخذتها بدمج صفوف المدارس"، محذراً من "سياسة تجهيل أبناء المخيم والشتات".
وعلى وقع الهتافات، اضطر شمالي إلى الخروج من مكتبه والتحدث مع المعتصمين، ولفت في كلمته إلى أن "الأزمة المالية التي تعانيها الأونروا لا تزال مستمرة، برغم أنه استطعنا تأمين نحو 80% من ميزانية العام الدراسي الحالي، المخصصة لقطاع التعليم وافتتاح العام الدراسي الحالي في موعده، والعمل مستمر بالتواصل مع الدول المانحة لتأمين بقية مبالغ الميزانية".
وصارح شمالي من التقاهم من مديري المدارس وأعضاء لجان الأهل واللجنة الشعبية، بأن "زيادة عدد طلاب صفوف المدارس في مقابل إلغاء صفوف، برغم زيادة عدد الطلاب بعد تدفق مئات الطلاب من مخيمات سوريا، تهدف الى خفض النفقات حتى نتمكن من الاستمرار في العمل".
ولم تتوقف الإجراءات التقشفية للأونروا عند هذا الحدّ، إذ جرى توقيف الباصات التي كانت تعمل على نقل الطلاب مجاناً بين مخيمي نهر البارد والبداوي، وبالتالي بات على كل طالب التعلم في مدارس مخيمه، أو الانتقال على نفقته للإقامة في مخيم آخر إذا أراد أن يتعلم في مدارسه.
لكن زيارة شمالي لمخيمات الشمال لم تمر بلا ردود، إذ ناشد نائب المسؤول السياسي لحركة حماس في الشمال أبو بكر الأسدي الحكومة اللبنانية "الضغط على الأونروا من أجل التراجع عن قرارها، واعتماد معاييرها التي تحدد بين 20 إلى 22 طالباً في كل صف"، معتبراً أنه "بما أن الأونروا تعتمد المنهج الدراسي اللبناني، فعليها أن تلتزم بعدد طلاب كل صف تحدّده وزارة التربية اللبنانية".
بدوره، أكد مسؤول الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في الشمال عاطف خليل، "حق طلابنا بأن ينعموا بتعليم لائق في مدارس تتسع لأعداد الطلاب بشكل مريح وكاف"، ودعا شمالي إلى "التراجع عن قرار دمج الصفوف الذي شكل اكتظاظاً في الصفوف وصل إلى 55 طالباً في الصف الواحد".
المصدر: الأخبار
أضف تعليق
قواعد المشاركة