تدشيم متبادل بالإسمنت وأكياس الرمل في مخيّم عين الحلوة

مساعٍ لبنانية - فلسطينية مكثّفة لمنع تكرار الاشتباكات والنزوح

منذ 9 سنوات   شارك:

 يشهد مخيّم عين الحلوة حالة من الترقّب الحذر في أعقاب جولات الاشتباكات الدامية التي وقعت بين حركة «فتح» و«جند الشام» خلال الأيام الماضية، وحصدت 6 ضحايا وأكثر من 60 جريحاً.

وعلى الرغم من توقّف إطلاق النار بين المتقاتلين، والالتزام باتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه في اجتماع اللجنة الأمنية العلي الذي عُقِدَ في «مسجد النور» في المخيّم، ثمرة للاتصالات اللبنانية والفلسطينية التي بذلت على عدّة مستويات، إلا أنّ أجواء الحذر ما زالت قائمة، حيث يخشى المواطنون من أن يكون ذلك استباقاً لجولة جديدة من الاشتباكات، إذا لم يلتزم البعض بما تم التوافق عليه، لسحب فتائل التفجير، وتغليب مصلحة المخيّم على الأجندات الخاصة.

وسُجّل تدشيم بحاويات النفايات وأكياس من الرمل وأحجار الباطون في أكثر من مكان، كما جرى قطع الطريق بالقرب من الملعب الأحمر – مقر الاتحادات في الشارع التحتاني في المخيّم بالعوائق وأحجار من الباطون، وهو المكان الذي كان يشهد اشتباكات بين عناصر «فتح» و«جند الشام».

وقد سُجِّلَتْ عودة للأهالي لتفقّد منازلهم وممتلكاتهم، حيث صُدِموا لهول ما شاهدوه من أضرار فادحة في المنازل والمحال التجارية والسيارات وخطوط الكهرباء، وفيما فضّل البعض البقاء في المخيّم، غادر آخرون للإقامة عند أقاربهم في صيدا، أو في القاعات التي تم فتحها في المدينة.

وتوجّه حشد من أصحاب المحلات التجارية في المخيّم إلى مقر «القوة الأمنية» حيث كان يُعقد اجتماع لـ«اللجنة الأمنية العليا» ووجّهوا رسالة إلى المعنيين بأنّنا «لم نعد نتحمّل أنْ نخسر أرزاقنا وممتلكاتنا وبيوتنا، وأنْ يستمر مسلسل الاشتباكات المتقطّعة والاغتيالات، وإنّنا ننتظر مدى الاستجابة والتزام بالتهدئة، وإلا سنقوم بعصيان مدني لأسبوع، حيث يتوقف إمداد المخيّم بالمواد الغذائية كي يتحقق الأمن».

بركة يستقبل دبور

وفي الاتصالات السياسية، استقبل ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة في مكتبه في بيروت، السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، وأمين سر قيادة الساحة لحركة «فتح» فتحي أبو العردات، يرافقه أمين سر الإقليم رفعت شناعة، وممثل «حركة الجهاد الإسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي يرافقه أبو وسام محفوظ، وعضو المكتب السياسي لحركة «أمل» محمد الجباوي، وحضر اللقاء نائب المسؤول السياسي لحركة «حماس» في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي.

ويأتي هذا اللقاء في سياق الجهود المبذولة لتحصين الساحة الفلسطينية ولحماية المبادرة الفلسطينية الموحّدة وتعزيزها، ودعم جهود القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية لتثبيت وقف إطلاق النار في مخيّم عين الحلوة.

وأكد المجتمعون «استمرار التعاون والتنسيق لإنهاء حالة عدم الاستقرار في مخيّم عين الحلوة، والمحافظة على المخيّمات الفلسطينية في لبنان، باعتبارها رمزاً لقضية اللاجئين الفلسطينيين، ومحطات نضالية على طريق العودة إلى فلسطين»، مطالبين بـ» وقف السجالات الإعلامية، وتعزيز العمل المشترك لوأد الفتنة ومنع العابثين بالاصطياد بالماء العكر»، مؤكدين «حرصهم على السلم الأهلي في لبنان والمخيّمات الفلسطينية، مقدرين الجهود اللبنانية لتثبيت وقف إطلاق النار في مخيّم عين الحلوة».

نعي مقاتلين

ونعى قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب أربعة من مقاتلي الأمن الوطني الفلسطيني، الذين سقطوا خلال اشتباكات مخيّم عين الحلوة، وهم: فادي خضير، علاء مزيد عثمان، ربيع مشعور وحسين الصالح.

وتوجّه اللواء أبو عرب بالتعازي الحارة لأهالي الشهداء وأخوتهم ورفاقهم، متمنيا أن يتغمّدهم الله برحمته.

سعد

وأكد أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد أن الشعب الفلسطيني المعطاء يخوض نضالاً طويلاً في مواجهة المشروع الصهيوني، كما أكد أن مخيّم عين الحلوة يتعرض لمؤامرة كبيرة لتصفيته وتصفية سائر المخيّمات.

كلام سعد جاء خلال جولة قام بها في تعمير عين الحلوة، حيث زار النازحين في «قاعة الموصلي» يرافقه أعضاء من اللجنة المركزية للتنظيم.

وردّاً على سؤال حول المساعدات التي يحتاجها النازحون، قال سعد: «عقد اليوم اجتماع للمؤسسات الأهلية في مدينة صيدا. ومؤسستنا ستتابع مع المؤسسات الأخرى لتأمين ما يمكن تقديمه من مستلزمات. لا نريد للشعب الفلسطيني أن يخرج من تهجير إلى تهجير. والحل يكون بعودة الناس إلى بيوتهم بكرامة، لأن ما يحصل هو إذلال للكرامة الإنسانية».

السعودي

ووجّه رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي نداء عاجلا للمتقاتلين في المخيّم لوقف الاشتباكات فورا رحمة بالأطفال والنساء والشيوخ.

وأعلن المهندس السعودي عقب ترؤسه للاجتماع الطارئ الذي عُقِدَ في قاعة مصباح البزري الكبرى في القصر البلدي، بدعوة من تجمع المؤسسات الأهلية والإغاثية المحلية والدولية وهيئات المجتمع المدني، حالة الطوارئ الإغاثية في منطقة صيدا بعد الاشتباكات المؤسفة في مخيّم عين الحلوة وتداعياتها المتمثلة بحركة النزوح الكثيفة لمئات العائلات من المخيّم إلى مدينة صيدا والجوار.

وشارك في اللقاء عدد من ممثلي منظّمات إغاثية وصحية دولية ومحلية ومؤسّسات اجتماعية وتربوية وأهلية وصحية وإعلامية ونقابية وخيرية وعدد من أعضاء المجلس البلدي.

بداية ترحيب من منسق عام تجمع المؤسّسات الأهلية في صيدا ماجد حمتو الذي نوّه بتحرّك المؤسّسات المختلفة في صيدا السريع لاحتضان العائلات النازحة من مخيّم عين الحلوة إلى مدينة صيدا، مثمّناً موقف بلدية صيدا ورئيسها المهندس محمد السعودي الذي فتح أبواب القصر البلدي لاستقبال النازحين المنكوبين، فيما قامت الجمعيات المختلفة بدور توجيههم إلى مراكز الإيواء إن في المساجد أو المدارس أو المراكز المؤهلة.

وأعلن حمتو حالة الطوارىء الإغاثية في مدينة صيدا لمواجهة تداعيات الاشتباكات على الصعيد الإنساني والإغاثي، شاكرا لبلدية صيدا تقديم قاعاتها لتكون مقرا لعمليات التجمع الطارئة بحيث تبقي اجتماعاتها مفتوحة.

وتحدّث المهندس السعودي وقال: أهلا وسهلا بكم في بلدية صيدا والحقيقة هذا الاجتماع لنبحث في قضية أهلنا من الذين يهمنا أمرهم تهجروا من بيوتهم في المخيّم ، ومن الذي هجرهم؟ أبناء عمهم وأخوتهم وللأسف.

وتابع: إن ما يحصل في عين الحلوة والبلاد العربية من تقاتل هو خدمة كبيرة لعدو الامة العربية إسرائيل، التي كانت تنظر طويلا لحصول حالة التشرذم والتقاتل هذه التي عمت العديد من الدول العربية، والآن في عين الحلوة.

بعد ذلك أعلن حمتو بإسم المجتمعين عدة توصيات أهمها تبني نداء رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي إلى المتقاتلين بوقف الاشتباكات فورا رحمة بالأطفال والنساء والشيوخ, وإعلان حالة الطوارئ الإغاثية في منطقة صيدا لمواجهة تداعيات الاشتباكات، تشكيل لجان عمل متخصصة لمتابعة التطورات وتوفير المساعدات والمستلزمات الضرورية للنازحين، وإبقاء الاجتماعات مفتوحة وتحويل قاعة بلدية صيدا إلى غرفة عمليات لمتابعة كل المستجدات في هذا القضية.

وليلاً سمع إطلاق نار في مخيم عين الحلوة تبيّن أنه ناتج عن اشتباه عناصر من حركة «فتح» بمقنّعين في أحد زواريب بستان القدس، فأطلقوا النار باتجاههم.

إلى ذلك، قام احد المواطنين من آل الكزماوي في مخيّم عين الحلوة بالاستحمام في الشارع عند مفرق السوق، حيث لم يبق له حمام جراء الاشتباكات الأخيرة التي شهدها المخيّم.

المصدر: اللواء



السابق

الأونروا: 3 آلاف لاجئ فلسطيني نزحوا من«عين الحلوة»

التالي

الخطيب يحذر من اعتداء «نوعي» على الأقصى


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

محمود كلّم

42 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا !!!

من الصعب على الذاكرة بعد مرور 42 عاماً على المجزرة، استرجاع أدق التفاصيل التي تبدو ضرورية لإعادة تقييم مجريات الأحداث، والخروج مع … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون