عين الحلوة: الفتنة تتسلل من اغتيال الأردني
لم تعد الاغتيالات والتصفيات الجسدية في عين الحلوة، بين حركة «فتح» من جهة والاسلاميين السلفيين المتشددين من جهة ثانية، في السر ولا تحت جنح الظلام ولا بكواتم الصوت، بل اصبحت علانية في وضح النهار ومن دون اقنعة.
وفي هذا السياق، تعتبر مصادر فلسطينية ان اغتيال قائد «كتيبة شهداء شاتيلا» العميد طلال البلوني (المعروف بالاردني) ظهر يوم السبت ومعه مرافقه ابن شقيقه شعبان البلوني وجرح مرافق ثان بهذه الطريقة «الهوليوودية»، هو تجاوز لكل الخطوط الحمر وإشارة الى سقوط المحرمات وبان لا أحد بمنأى عن هذه الاغتيالات. وترى المصادر أن مخيم عين الحلوة مقبل على مرحلة خطرة ودقيقة بين مكوناته الداخلية.
وتلفت المصادر الى ان اغتيال الاردني، بالرغم من كونه يمثل «العصا الغليظة» المشتركة لحركة «فتح» بشقيها: «اللجنة المركزية» في رام الله بقيادة محمود عباس و «الحركة الاصلاحية» بقيادة محمد دحلان، ما هو الا رسالة استدعاء للفتنة بشكل مباشر بين بعض المجموعات السلفية المتشددة التي وجهت اليها تهمة تنفيذ الاغتيال وبين «فتح» مجتمعة، مع العلم ان الاردني قاد في السابق اكثر من مواجهة مع المتشددين في المخيم وتعرض لمحاولات اغتيال عدة.
وتلفت المصادر الى ان الاردني شخصية عسكرية فتحاوية تتقاطع حولها وتلتقي «فتح» بشقيها، بالاضافة الى انه يمثل «الاظافر الحادة» للعميد محمود عبد الحميد عيسى المعروف باسم «اللينو» الذي يقود التيار الاصلاحي ضمن حركة فتح في عين الحلوة ومخيمات لبنان.
وتؤكد المصادر بان «اللينو» لم يكن موجودا في لبنان امس الاول عندما وقع الاغتيال، وهو يزور مصر منذ ايام للقاء الدحلان. ولذا لم يكن هناك اية ردة فعل على الاغتيال بامر منه بعد ان تواصل مع انصاره في المخيم.
ووفق المعلومات فان شخصين على متن دراجة نارية، تردد انهما غير ملثمين، اقتربا من الاردني وامطراه بالرصاص من مسافة قريبة جدا بينما كان في سيارته مع مرافقيه اثناء مروره بالقرب من مستشفى النداء الانساني ـ نادي ناجي العلي في الشارع الفوقاني من المخيم ثم تواريا عن الانظار بكل هدوء.
وعلى الاثر ساد مخيم عين الحلوه حالة من الاضطراب وسمع اطلاق نار متقطع في الهواء في ظل استنفار غير مسبوق بين مقاتلي «فتح»، كما تسبب الاغتيال بترك بعض العائلات الفلسطينية لبيوتها في المخيم خاصة قرب جبل الحليب وحطين وصفورية .
وليل امس الاول وحتى ساعات الفجر الاولى دوت في عين الحلوة اصوات انفجارات عدة تبين انها ناتجة من انفجار قنابل يدوية مترافقة مع اطلاق نار متقطع أمام مقر القوة الامنية المشتركة ومفرق سوق الخضار من دون وقوع اصابات. وترافق ذلك مع معلومات تحدثت عن انسحاب عناصر القوة الامنية المشتركة المتمركزة في مقر «الصاعقة» في الشارع الفوقاني من مقرها بعد ان اطلقت النيران عليه.
وقد نفت مصادر فلسطينية احراق مقر القوة الامنية الا انها اكدت بان عناصر القوة انسحبوا منه بعد تعرّضه لاطلاق النار ثم عادوا اليه مع ساعات الفجر. في المقابل بقي السوق التجاري في عين الحلوة مقفلا وسط حالة من الخوف لدى الاهالي.
المصدر: السفير
أضف تعليق
قواعد المشاركة