مساجد غزة.. اعتكاف تمتزج به الذكريات والدعوات

منذ 10 سنوات   شارك:

لم يكن بوسع أهالي قطاع غزة في مثل هذا الوقت من العام الماضي، إلا أن يؤدوا فرضهم ثم ينطلقوا مسرعين إلى بيوتهم، وذلك لما كانت تشكله الحرب الصهيونية من قلقٍ وخوف بالتزامن مع الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، والتي تشهد تدافع الغزيين إلى المسجد لأداء سنة الاعتكاف.

هذا الحرمان كان له أثره الواضح في نفوس الناس الذين لم يكن بوسع الكثير منهم إلا أداء صلاة المغرب والاكتفاء بأداء صلاة التراويح في بيوتهم، ومنهم من جازف وخرج على عجلٍ لأداء صلاة التراويح وكأنه صلاة الخوف، ليعود إلى الاعتكاف بصحبة أهله وذويه.

فقدان الأحبة

بحزنٍ عميق ودمعةٍ ترقرقت في عين الشاب حامد وهو يستذكر كيف كان يؤدي صلاة القيام والاعتكاف مع أصدقائه وأبناء مسجده، إلا أنهم الآن "باتوا هم في اعتكافهم الأبدي، ورحلوا عن هذه الدنيا تاركين خلفهم حملاً ثقيلاً".

ويضيف في حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، "الاعتكاف هذا العام له نكهة خاصةٍ مختلفة، حيث نعيشه بطعم الحرمان من الأحبة، لكننا نتضرع إلى الله بأن يعوضنا خيراً عمن فقدناه من أحبة وجيران".

مساجد حزينة

حزينة هي أصوات مآذن حي الشجاعية حينما تنادي بأصواتها "حي الصلاة.. حي الفلاح"، ولا يجيبها أولئك الرجال الذين كانوا يقيمون الليالي العشر بأكملها في اعتكافات مغلقة.

يقول أحد المجاهدين لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، إنه يفتقد أصدقاءه المجاهدين الذين كانوا في مثل هذه الأيام يقودون صد الهجوم البربري عن أبناء شعبنا حتى لاقوا ربهم وهم على تلك الحال، سائلين الله أن يتقبلهم.

وكما تشكو المساجد غياب أصوات الدعاة المجاهدين؛ فإنها تشكو أصوات العابدين الذين رحلوا قصراً عن حيهم الشجاعية بعد أن دمر الاحتلال بيوتهم في مجزرة لا تغيب عن ناظر المعتكفين وهم يبتهلون إلى الله أن "حسبنا الله ونعم الوكيل".

مساجد مدمرة

وعلى ذات الحال اشتكى الناس من غياب مساجدهم بعد أن كانوا قد عمروها طوال السنوات الماضية، في حين أنهم لم يجدوا الآن لهم مسجداً يؤويهم بين جنباته لعلهم يتضرعون إلى الله.

فقد عبّر محمود الدحدوح عن حزنه العميق لما لحق بمسجده "الإمام الشافعي" بحي الزيتون من دمار.

ويضيف في حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، "مسجد الإمام الشافعي هو أكبر وأشهر مساجد قطاع غزة ويرتاده المئات من سكان الحي وخاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان".

وأشار إلى أن إدارة المسجد لم تتوان عن إقامة مصلى من النايلون على أنقاض المسجد المدمر حتى لا ينقطع الناس عن صلاتهم.

ووفق إحصائية وزارة الأوقاف والشئون الدينية؛ فقد دمر الاحتلال (64) مسجداً تدميراً كلياً خلال حرب عام 2014، فيما لحق بـ(150) مسجداً آخر أضراراً جزئية متفاوتة.

 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
 



السابق

الحركة الإسلامية توزّع 40 منحة دراسية في الناصرة

التالي

قيود اسرائيلية مشددة على مدينة القدس قبيل ليلة القدر


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

سجّل يا تاريخ: غزة لم تُخذل من البحر بل من البرّ!

يا تاريخ في دفاترك الملطخة بدموع المظلومين، أنّه في زمن الصمت المطبق، زمن الخيانة والتواطؤ، خرج أبطال من أعماق الضمير الإنساني، أب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير