أحد جرحى عدوان غزة.. دفنت أطرافه في 4 مدن

منذ 9 سنوات   شارك:

ليست فقط حقيقة أنه لا تدري نفس بأي أرض تموت، بل يحدث ألا تدري بكم أرض تدفن أجزاء أطرافك، وهو ما يتجسد في قصة الشاب محمد أبو عزب منذ أصيب في قصف إسرائيلي جنوب قطاع غزة قبل عام.
يومها وتحديدا في 18 يونيو الذي مثل اليوم 14 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كان أبو عزب في طريقه مع شقيقه غسان إلى المسجد المجاور لمنطقة سكنهم في خان يونس جنوب قطاع غزة.

يتذكر محمد كيف ودع وشقيقه غسان الذي يتولى الإمامة بالمصلين والدتهما وشعور غريب ينتابه بتوقع الأسوأ وهو ما حدث باستهدافهما في غارة من طائرة استطلاع للاحتلال بشكل مباشر.

وأدى القصف إلى استشهاد فوري للشقيق غسان فيما أصيب محمد بجروحٍ بالغة جدًا، نتيجة بتر أجزاء من قدمه اليُمنى وتهتك معظم جسده خاصة الأطراف والأحشاء الداخلية.

وعوضا عن ألم فقدان الشقيق أطلقت الحادثة رحلة عذاب محمد مع المستشفيات بكل ألوانها البيضاء من لون الأسرة وأربطة الشاش والقطن سعيا للتخلص من سواد الإعاقة والألم الذي لا ينتهي.

وخلف العدوان الإسرائيلي الذي استمر 51 يوميا في شهري يوليو وأغسطس الماضيين، استشهاد أكثر من 2200 مواطن وجرح ما يزيد عن 10 آلاف آخرين بينهم ما لا يقل عن ألف بإعاقات دائمة في انعكاس لمدى همجية العدوان واحداثه.

رحلة علاج مُرة!

خضع محمد فور إصابته في مجمع "ناصر" الطبي لعلاجات أولية وبترت أصابعه للحيلولة دون تفاقم إصابته ثم خضع لعملية لاستخراج الكثير من الشظايا تخللها تزويده بنحو 40 وحدة دم بسبب النزيف المتواصل.

وفي اليوم التالي توقف النزيف، وتم تحويله لمستشفيات مدينة العريش المصرية ومن ثم للإسماعيلية، وأجرى الأطباء له هناك بتر في القدم اليُمنى فوق الركبة، وتم دفن الجزء بالمدينة.

وبعد أيام تم تحويل محمد إلى مستشفى فلسطين بالقاهرة، وأجريت له عدة عمليات منها "ربط الشريان الرئيس بالقدم اليُسرى، وجهازي وظائف، وتطوير العظم، وإخراج شظايا، وتعديل البتر، بقطع جزء جديد من القدم!، ودفنها بالقاهرة، بعد أن تبين وجود خطأ بعملية الإسماعيلية".

معاناة متفاقمة

عاد بعدها محمد الذي يتحدث مع مراسل وكالة "صفا" إلى مجمع ناصر في خان يونس بعد نحو أربعة أشهر من رحلة العلاج، وأجريت عملية تنظيف للالتهابات، وإخراج شظايا من اليد اليُمنى، وتم تحويله بعد أيام لمستشفى المقاصد في مدينة القدس المُحتلة ومكث أسبوعين دون فائدة.

وليعود من جديد في رحلة علاجٍ مريرة، مُستلقيًا على ظهر إلى مجمع الشفاء بغزة منصف يناير الماضي، حيث أجمع الأطباء على أن قدمه الثانية يجب بترها الأمر الذي رفضه وذويه.

وعمد الأطباء لإجراء عملية "بلاتين" داخلي في يد محمد اليُسرى، لكن في أيام عيد الأضحى انفجر الشريان الرئيس بالقدم، المغذي للقدم بالدم، وجرى ربطه وإغلاقه، والقدم تتحرك بقدر إلهيه!، على الرغم من عدم عمل الشريان.

وعرض "محمد" حالته على الطبيب السوري سمير قزقزق، أثناء زيارته غزة والذي نصحه بالعلاج في ألمانيا.

وأمام هذا الواقع وجد نفسه وصل لتسجيل رقم قياسي في عدد العمليات ووحدات الدم التي تلقاها، والتي وصلت لحوالي "19عملية" و "120وحدة دم"، وإما أن يتوقف أو يستمر نحو الحفاظ على قدمه الثانية.

وعاد مُجددًا للقدس، وكان العلاج والنتيجة كما هي، سوى إجراء عملية تعديل للبتر، عبر قص "5سم" من القدم، وعملية تنظيم مُجددة بعظام القدم اليُمنى غير المبتورة.

وبعد نحو أربعة أسابيع من العلاج في القدس المحتلة عاد محمد إلى مجمع الشفاء الطبي في غزة، وفيه أطلع على حالته وفد نرويجي وأجمعوا كما أطباء ناصر والأوروبي على أن القدم تحتاج لبتر.

أمل وأمل!

وعاش "محمد" طيلة تلك الفترة العصيبة من حياته، ولم يشعر بجسده الذي لا تصل بعضها الدماء، والبعض الأخر فقط الإحساس به وأجزاء شُفيت، وأخرى قد تُدفن وتحلق بنظيرتها، في حال لم ينجح علاجها.

على ذلك فإن كل يومٍ يمر على الجريح محمد يزداد الألم ألديه لكنه في الوقت ذاته يتمسك بالأمل بأن تبقى له القدم اليُسرى ليعوض فقدان اليُمنى.

ومن جديد تقرر تحويله لمستشفى المقاصد، في الثاني عشر من مايو الماضي، لكن سيارة الإسعاف لم تأتي، وتأجلت للتاسع والعشرين من الشهر الحالي، فيما فقد الأمل بوجود علاجٍ له، بعدما غادر عدة مرات، فوجد العلاج ذاته الذي تلقاه في القدس وغزة والقاهرة.

وتأقلمت البكتيريا مع كل علاج يتناوله، ما جعله على موعد جديد مع الألم والمعاناة التي تتمثل في إجراء فحوصات جديدة بين فينة وأخرى، وشراء مزيدًا من الأدوية المُختلفة على نفقته الخاصة، وأكثر ما يزيد معاناته وصوله وعودته لمنزل النائي والبعيد عن المشافي، ولا توفر له مواصلات بسهولة.

ويرقد محمد حاليًا على سريرةٍ خاص داخل منزله بعد أن تحول أسيرًا له، وما زال يعاني من "ألامًا شديدة في قدمه، التي تخرج منها التقيُحات (صديد)، ويذهب لتنظيفها يومًا لدى منظمة أطباء بلا حدود.

كما أنه يعاني من تهتك بالركبة، وأعصاب اليد مفقودة، وكسل في المعدة، وشظايا بأنحاء متفرقة، إلى جانب التهابات بالعظام وخذلان في اليدين، ويحتاج لشريحة توصيل عظم، وتوصيل الشريان الرئيس.

ويناشد محمد كافة الجهات المُختصة بما فيها الرئاسة وحكومة الوفاق ودائرة العلاج بالخارج ونواب التشريعي ومنظمات حقوق الإنسان، وكافة الأطراف المعنية، بالنظر لحالته وتسهيل علاجه، قبل أن يفقد قدمه الثانية أو حياته.



السابق

مازن كحيل: أولى سفن كسر الحصار انطلقت أمس إلى غزة

التالي

4 سفن تنطلق من اليونان لكسر الحصار عن غزة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

محمود كلّم

42 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا !!!

من الصعب على الذاكرة بعد مرور 42 عاماً على المجزرة، استرجاع أدق التفاصيل التي تبدو ضرورية لإعادة تقييم مجريات الأحداث، والخروج مع … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون