هواجس الفلسطينيين في مُخيّم عين الحلوة تكبر..

منذ 10 سنوات   شارك:

 مجددا، حصل الاشكال الفردي الذي اعقبه تبادل لاطلاق النار من اسلحة رشاشة وقنابل يدوية والقاذفات الصاروخية، شارك فيه عشرات المقاتلين، مع انه اشكال فردي بين شخصين، والحصيلة قتلى وجرحى وخسائر مادية وهلع في صفوف الاطفال والمسنين والكهول، في مخيم تفاخر ابناؤه في العقود الماضية على انه المخيم الصامد امام جحافل المحتلين الذين غزو لبنان في العام 1982. واليوم بات هؤلاء يخجلون من المشهد الذي رسى عليه المخيم من ازقة للاجئين الفقراء، تكاد تتحول الى "جمهوريات وولايات" متقاتلة.. تستبيح كل شيء.

كل شيء في المخيم يُوحي ان الامور تسير نحو الاسوأ، يقول قيادي فلسطيني وهو يتناول ما حدث يوم الخميس الماضي، ويضيف.. اي اشكال فردي مرتقب من شأنه ان يُدخل المخيم في حرب دموية، فلا ضمانات ولا ضوابط، كل شيء اصبح يُنذر بحصول الاسوأ.. المناخ الامني في المخيم لم يعد يُطمئن، اطلاق النار يبدأ ببندقيتين، ثم تُستحضر البنادق الى الشوارع من الاصدقاء والاحباب وافراد العائلة.. ثم تتطور الامور لتشمل الجماعات والمجموعات، ويُستعان بالسواتر والدشم، لترسم محاور قتالية بين الاحياء المكتظة بالسكان.. كل ذلك من دون اي رادع يحفظ امن الناس وسلامة ارواحهم.. "وما تزال التحقيقات جارية لمعرفة هوية المتسببين بالحوادث الامنية".

مخيم عين الحلوة، مناضلون، مقاومون، افنوا عمرهم وهم منخرطون في المعركة التي آمنوا بها وقدم من اجلها كل هذه اللوائح من اسماء الشهداء .. وفي المخيم ايضا ارهابيون وتكفيريون ومقنّعون ومطلوبون للقضاء، معظمهم وفد من خارج المخيم، كي يوفر ملاذا آمنا .. ولا بأس ان كان الامر على حساب المخيم واهله الذي بالكاد يمضون في يومياتهم المليئة بالمصاعب الحياتية والاجتماعية والاقتصادية.

الجميع هنا يسأل، يقول القيادي نفسه، هل آن اوان التفجير ؟، وهل من فجر ساحات خارج لبنان، ادرج اسم المخيم على لائحته التفجيرية؟، ووفق اي اجندة ؟، ومن هم ضحايا هذا التفجير؟.. يضيف ..كأن ما جرى في المخيم قبل ايام، "بروفا" لشيء كبير ما يجري تحضيره، ساعة يأتي "امر العمليات" من خارج المخيم، ليُوعز للوكلاء المعتمدين البدء..لم يعد احد يستبعد ان تقوم المجموعات الارهابية في المخيم، وهي تتغلغل في عدد من احياء المخيم، طيطبا وحطين و"الطوارىء"، لخوض موجة من التفجير الامني، يرتبط بصوة مباشرة او غير مباشرة بما يجري في ساحات اخرى متفجرة، داخل لبنان وخارجه.. دائما يكون المخيم ضحية اجندات الخارج..والمخيم لم يعد باستطاعته تحمل الموت المجاني، كرمى لحسابات "ثورات" وانقلابات ومشاريع تبديل الخرائط والجغرافيا.. فالفلسطينيون ضاقت بهم كل جغرافيا الكون، واليوم باتوا مهددين بجغرافية مخيمهم الضيق.

كل الحوادث الامنية التي جرت وتجري، يلفت القيادي الفلسطيني، تفتح شهية القوى المتربصة بالمخيم، لم يُسجل ان قامت قوة في المخيم ووضعت حدا حاسما لما يجري، كل الحوادث تمر "مرور الكرام" ولا من يسأل، لكن الواضح ان لعبة التوزانات القائمة بين الفصائل الفلسطينية في المخيم، لم تنتج الا عجزا عن حماية المخيم وسكانه الذين يربو عددهم الى 60 ألفا، اُضيف اليهم لاجئون هاربون من المخيمات الفلسطينية في سوريا، ومعهم ايضا اعداد من النازحين السوريين.. نعم العجز هو السمة القائمة في المخيم.

قبل سنوات، كان فلسطينيو المخيم يستشهدون في عمليات فدائية بعد ان كانوا يتسللون عبر الحدود الى المستوطنات الاسرائيلية في هجمات ضد الاحتلال ..والكثير منهم استشهد في مواجهات مع الاحتلال الاسرائيلي داخل لبنان، اليوم، يُقتلون في ازقة المخيم في حروب صغيرة لا تنتهي، وبعضهم قتل في افغانستان والعراق، وقبل ايام سمع اللاجئون الفلسطينيين من سكان المخيم، بيانات النعي لعدد من ابناء المخيم يُقتلون في عمليات انتحارية داخل سوريا،

اليوم .. هوية المخيم تغيّرت ..وتغيرت معها وجهة البندقية التي يُسمع صوتها هذه الايام، اما في اشكال فردي ..او جماعي، او في زفات الاعراس ومواكب المآتم... طالما هناك غيتوات خاصة بالمجموعات الاسلامية الموالية للتنظيمات الارهابية داخل مخيم عين الحلوة، طالما بقيت المخاوف من تفجيرات مقبلة، قد تكون اعنف واخطر من تلك التي سجلت في الفترات السابقة، وما يزيد من هذه المخاطر . . توفر المناخ الملائم لقيام مثل هذه التفجيرات.

كثيرة هي الهواجس التي تغزو عقول اللاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة، ولعل اخطرها ما يُحكى عن عمليات «جمع شمل» للارهابيين .. الهاربين من الموت القادم اليهم من الجرود العرسالية، وتضييق الخناق عليهم في عاصمة الشمال ومناطق شمالية اخرى، فهل يكون مخيم عين الحلوة، ملاذ من بقي حيا في جرود القلمون؟.



السابق

أطباء من أراضي 48 يدعمون مستشفيات غزة

التالي

أسطول الحرية 3 في طريقه إلى غزة لكسر الحصار


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير