زيارة الألمان إلى غزة.. المؤشرات والدلالات

منذ 10 سنوات   شارك:

 زار وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير، قبل يومين، قطاع غزة على رأس وفدٍ كبير من الشخصيات الألمانية، في زيارة وصفها مراقبون بالمفاجئة والسريعة، حيث لم يمكث في القطاع سوى عدة ساعات، التقى خلالها مسؤولين عن الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني، ولم يكشف عما إذا كان التقى قيادات من حركة حماس أو الفصائل.

لكن النفي جاء من عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار في تصريح لوكالة "فارس" الإيرانية، وقال: "لم نجتمع بالوزير الألماني، يكفي أن يرى الدمار الذي حلّ بغزة، ويسمع من الأهالي الذين تجرعوا مرارة العدوان الإسرائيلي، ويعانون بسبب تعطيل إعادة الإعمار".

كما نفى الزهار أن يكون ملفا التهدئة طويلة الأمد وتبادل الأسرى مع الاحتلال، على أجندة الزيارة، التي قام بها الوزير الألماني.

مؤتمر الميناء

شتاينماير وصف لدى وصوله غزة الأوضاع بأنها قاسية جدًّا، ولا يجوز أن تستمر أبدًا، وقال: "غزة عبارة عن برميل بارود، ولا يجوز أن ينفجر، أو نسمح بذلك".

ولكن المفاجئ، والذي لفت أنظار المحللين والمراقبين، المؤتمر الصحفي الذي عقد في ميناء غزة، حيث لم يُعتد أن تعقد شخصية بهذا المستوى مؤتمراً في ميناء، المسألة التي عدّها المحلل السياسي عدنان أبو عامر في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، بعيدة كل البعد عن العفوية، منوهاً إلى الخبرة الواسعة والعراقة لدى الألمان في السياسة، وقال: "يبدو أن هناك طبخة على نار نأمل أن تجهز قريباً وسريعاً".

وتوقع أبو عامر أن هناك مستجدات خلف الكواليس حول التهدئة وإعادة الإعمار.


رسائل للمقاومة

ولم يحمّل المحلل السياسي مصطفى الصواف الزيارة معاني كبيرة، لافتاً إلى أنها جاءت لإيصال رسالة للمقاومة والشعب بأن أمن "إسرائيل" لدى ألمانيا وأوروبا هو الأولوية، وأن أي تنمية للقطاع لن تكون إلا بأمن "إسرائيل".

ويرى الصواف في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن الرسائل التي أوصلها الوزير الألماني من غزة، بأنّ الشعب الفلسطيني مطالب بتصفية مقاومته وحفظ أمن "إسرائيل" كما هو الحال بالضفة من أجل إحداث التنمية.

وكان الوزير الألماني قد صرّح خلال مؤتمره في ميناء غزة، أنّ "التنمية الاقتصادية لقطاع غزة مطلوبة وهي لا تتحقق إلا بفتح المعابر، الأمر الذي يحتاج توفير الأمن لإسرائيل مقابل هذه التنمية". كما قال.

ويقول الصواف: "بالطبع هذا النهج غير مقبول على الإطلاق، لذا لم يعِر أحدٌ ما تحدث به وزير الخارجية الألماني أي اهتمام".

وأضاف: "أما إذا كان هذا الوفد يحمل رسالة للمقاومة لم يعلن أحد عنها، حول إذا ما كان هناك صفقة تبادل أو تهدئة، فكل شيء جائز والاحتمالات كثيرة وواردة وغير مستبعدة، لكن الظاهر لم يؤكد أن هناك لقاء تم بين وزير الخارجية أو أي من قادة المقاومة".

وحول المستقبل المنظور للأوضاع وهذه الزيارات المكوكية لقطاع غزة من مسؤولين دوليين، بينّ الصواف أن هناك مشاريع وأفكارًا تعرض، وهناك قراءة لهذه الأفكار، متابعاً: "أنا على يقين أنه لم يتم حتى اللحظة التوصل لأي تفاهمات، ولا يزال الباب مفتوحا لأن يكون هناك تهدئة أو صفقة أو نحوه". كما قال.

دورٌ ألمانيّ

من جهته؛ عدّ المحلل السياسي حمزة أبو شنب، الزيارة بأنها ذات أهمية، قائلا: إن "هذه الزيارة تأتي لأرفع شخصية أوروبية تزور قطاع غزة منذ عام 2007، ثم إن زيارة تتكون من 60 شخصية لا تأتي من أجل افتتاح مبانٍ فقط".

وقدّر أبو شنب في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن مصر لم تعد وسيطا مقبولا لدى الأطراف، لافتاً أن الأمور تتجه نحو تطور في أمور مختلفة.

وأشار إلى أنه قد يكون هناك تقدمٌ في الترتيبات بين حماس والاحتلال عبر الوساطة الألمانية، التي لها تجربة سابقة في الإفراج عن 20 أسيرة من سجون الاحتلال.



السابق

"انتماء" في زيارة تكريمية للمسنين في جمعية الأمل في عين الحلوة

التالي

عدّاء فلسطيني يفوز بمركز متقدم بـ"ألعاب القوى الآسيوية"


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير