أسطوانات الغاز تهديد آخر لحياة مواطني غزّة

منذ 10 سنوات   شارك:

قال موقع «المونيتور» الأميركي: إن سقوط ضحايا فلسطينيّين في قطاع غزّة يتواصل نتيجة تعرّض «أسطوانات غاز الطهي» للانفجار داخل المباني السكنيّة بسبب تلفها، فمعظم العائلات الفقيرة لا تستطيع استبدال الأسطوانة القديمة التالفة لديها بأخرى جديدة، نظراً لغلاء ثمنها وعدم توافر قدرتها الشرائيّة، في الوقت الّذي تغيب فيه الرقابة الحكوميّة على هذه الأسطوانات.

وأشار الموقع إلى المواطن علي مهنّا (42 عاماً) الذي نقل أسطوانة غاز الطهي، الّتي يمتلكها إلى إحدى المستودعات القريبة من منزله الكائن في حيّ النصر داخل مدينة غزّة لتعبئتها، ورغم أنّ أنبوبته كانت مصابة بالصدأ والانبعاج في شكل واضح، إلاّ أنّ ذلك لم يمنع صاحب المستودع من تعبئتها، رغم خطورة هذا الأمر.

وقال مهنّا، الذي تبدو على مظهره ملامح الفقر الشديد لـ»المونيتور»: «رغم خشيتي الكبيرة من إمكان انفجار هذه الأسطوانة في أيّ وقت، ولكن لا خيار آخر لديّ، لأنّي لا أملك ثمن شراء أخرى جديدة، والذي يبلغ 220 شيكلاً (57 دولاراً)».

وأوضح أنّه يعمل بوابّاً في مبنى سكنيّ، ويتقاضى من خلال هذا العمل 700 شيكل شهريّاً (180 دولاراً)، مشيراً إلى أنّ هذا المبلغ لا يكفي لتوفير أدنى حاجات أسرته المعيشيّة الأساسيّة.

ومن جهته، أشار الخبير الاقتصاديّ معين رجب إلى أنّ «ضيق ذات اليد وقلّة مصادر الدخل وفرص العمل، يجعلان معظم سكّان قطاع غزّة غير قادرين على توفير الحاجات المعيشيّة الأساسيّة، في حين يعدّ شراء أسطوانة غاز جديدة بدلاً من القديمة التالفة، من الكماليّات غير الضروريّة بالنّسبة إليهم»، وقال لـ»المونيتور»: «إنّ تدنّي مستوى المعيشة وتدهور الأوضاع الاقتصاديّة، يجعلان المواطنين أقلّ حرصاً على حياتهم، ممّا يدفعهم إلى المغامرة بها من أجل تحاشي دفع مبالغ ماليّة إضافيّة لشراء بعض الأشياء، الّتي تعدّ من الكماليّات بالنّسبة إليهم».

ورغم عدم وجود أيّ إحصاءات محليّة حول أعداد ضحايا حوادث أسطوانات غاز الطهي، فإنّ هذه الحوادث تطلّ برأسها بين الفينة والأخرى لتشغل الرأي العام في قطاع غزّة حول أسبابها ومدى الرّقابة عليها، وكانت آخر هذه الحوادث في الثالث من مارس الماضي، حين انفجرت أسطوانة غاز تبلغ زنتها 48 كلج، داخل مطعم في وسط مدينة دير البلح - وسط قطاع غزّة، وأدّى إلى مقتل الشاب كامل أبوشعبان (24 عاماً)، وإصابة 15 آخرين، من بينهم حال خطرة.

وقال فايز أبوشعبان، وهو عمّ الضحيّة لـ»المونيتور»: «إنّ الحادث وقع بسبب انفجار أسطوانة الغاز، رغم أنّه تمّ شراؤها حديثاً، ولكن اتّضح أنّها كانت تالفة، ولم ندرك هذا الأمر، إلاّ بعد قيام وحدات الدّفاع المدنيّ، التي هرعت لإخماد الحريق، بالبحث عن أسباب الحادث».

كما أصيب ثمانية مواطنين بجروح مختلفة، من بينهم إصابتان خطيرتان، في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي، من جراء انفجار أسطوانة غاز داخل برج سكنيّ في شمال بيت لاهيا - شمال قطاع غزّة.

وفي هذا الإطار، قال هيثم أبوخوصة، وهو يعمل موزّعاً لأسطوانات غاز الطهي وصاحب مستودع لتعبئتها بالغاز في مدينة غزّة: «إنّ من بين 4 أسطوانات غاز نقوم بتعبئتها، هناك أسطوانة تالفة أو تظهر عليها أحد مؤشّرات التلف، ويمكن أن تتعرّض للانفجار في أيّ وقت».

وأوضح أبوخوصة لـ»المونيتور» أنّ معظم المواطنين يجهلون طبيعة الأسطوانة التالفة ومؤشّرات تعرضّها للانفجار، ومن بين هذه المؤشّرات: عدم تمتّعها بقاعدة سميكة أو إصابتها بالصدأ أو أنّ هيكلها لا يتمتّع بالسماكة المطلوبة أو يحتوي على انبعاجات وانتفاخات، أو أنّها تعرّضت للشمس لساعات طويلة.

ولفت إلى أنّ تعبئة أسطوانات الغاز أكثر من سعتها الأساسيّة تزيد من فرص تعرّضها للانفجار أو تسرّب الغاز منها والتسبّب بالاختناق، وقال: «إنّ عدم معرفة المواطن بخطورة هذه الأسطوانات يعدّ سبباً رئيسيّاً لحصول حوادث الانفجار المنزليّ، الّتي ذهب ضحيّتها عدد من الأرواح، وتسبّبت بحدوث خسائر ماديّة في الممتلكات».

 

المصدر: وكالات 



السابق

ناشطون يطلقون حملة "سوا ضد قرارات ‏الأونروا‬" في ‫‏لبنان‬

التالي

من وسط الركام.. طلبة في غزة يتقدمون لـ"الثانوية العامة"


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزة.. بين نار الإبادة وصمت العالم!

غزة، تلك البقعة الضيقة من الأرض، باتت اليوم مسرحاً لفاجعة لا يشبهها تاريخ. مدينة تُقصف من السماء، وتُحاصر من البحر، وتُستنزف من ال… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير