80 حالة سرطان تكتشف شهريّاً في غزة
كشف رئيس قسم الأورام في مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع غزة، الطبيب، خالد ثابت، لـ"العربي الجديد" عن تسجيل نحو ثمانين حالة يتم اكتشافها شهرياً، مصابة بمرض السرطان في قسم الأورام في المستشفى، الذي يغطي 70 في المئة من الحالات المرضية في القطاع.
وتركزت غالبية الحالات التي جرى اكتشافها مصابة بالمرض، في سرطان القولون والغدة الدرقية، وفق ثابت، الذي لفت إلى أنّ هذه النتائج بدأت بالظهور بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، صيف العام الماضي.
ولفت الطبيب الفلسطيني إلى أنّ السبب الرئيسي وراء تركز الإصابة بسرطاني القولون والغدة الدرقية، يعود إلى تلوث المزروعات والمياه الجوفية جراء القصف الإسرائيلي، المتلاحق، على غزة، في الحروب الثلاث التي شنتها على القطاع في غضون الأعوام الستة الماضية.
وأشار ثابت إلى أنّ تأثيرات الحرب الإسرائيلية الأولى على غزة عام 2008، أصبحت واضحة عبر الإصابة بالأمراض المختلفة المتعلقة بالسرطان نتاج القصف الإسرائيلي على غزة باليورانيوم المخضب والفسفور الأبيض، والذي احتاج سنوات عدة كي تظهر تأثيراته على الجوانب البيئية والصحية في القطاع.
ونوه إلى أن ما تعرض له القطاع في الحرب الإسرائيلية من قصف وصواريخ وقذائف مدفعية، يعادل قنبلة واحدة من القنابل الذرية التي سقطت على اليابان إبان الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى منع الاحتلال الإسرائيلي وصول الوفود المتخصصة في معرفة حجم الضرر البيئي الناتجة عن قصفه القطاع.
وأكدّ ثابت، أنّ الحروب الإسرائيلية الأخيرة أدت إلى ارتفاع كبير في معدلات الإصابة بمرض السرطان، وما يعرض من أرقام هي تقديرية فقط، فالوزارة والطواقم الطبية المختصة بصدد إجراء مسح كامل لمعرفة الأعداد الحقيقة، التي تصاب بالمرض شهرياً في مشافي قطاع غزة.
وتطرق رئيس قسم الأورام في مجمع الشفاء الطبي إلى الأزمة الدوائية التي تعصف بالقطاع الصحي، وما تسببت فيه من أزمات مختلفة وعدم القدرة على توفير الأدوية اللازمة للمرضى كافة.
وأشار إلى أن الأزمة المالية للسلطة الفلسطينية وبعض الأمور الإدارية تمنع توفير الأدوية كافة، ومستلزمات العلاج الخاصة بمرضى السرطان في قطاع غزة بأنواعها كافة.
ولفت ثابت إلى أن تراكم الديون على وزارة الصحة لصالح الشركات الفلسطينية الموردة والمصنعة للأدوية، نظراً لارتفاع التكاليف الخاصة بالأدوية وعدم التمكن من الوفاء بالالتزامات بشكل دوري، وهو ما يسبب أزمة أدوية المرضى في غزة.
وأشار إلى وجود دراسة ومشروع جرى إعداده قبل ثلاث سنوات، لإنشاء مركز متخصص في علاج الأورام بحيث يوفر للمريض كافة الرعاية الطبية والأدوية اللازمة، تحت إشراف من الأطباء الفلسطينيين في غزة والاستفادة من بعض الخبرات، إلا أن الدمار الكبير الذي أحدثته الحرب الإسرائيلية الأخيرة وأد المشروع قبل بدايته.
وكان مركز المعلومات الصحية في وزارة الصحة الفلسطينية ذكر بأنّ مرض السرطان من أخطر الأمراض التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني.
وأفاد المركز، في بيان سابق، بأن مرض السرطان يحل في المرتبة الثانية كمسبب لحالات الوفاة بين الفلسطينيين، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، بعد أمراض القلب والأوعية الدموية.
وأشار المركز إلى أنّ حالات وفاة الفلسطينيين الناتجة عن السرطان بلغت ما نسبته 13.3 في المئة من مجموع حالات الوفاة.
المصدر: العربي الجديد
أضف تعليق
قواعد المشاركة