34 عائلة مقدسية يلاحقها شبح الإخلاء القسري
أمهلت ما تسمى بـ"الإدارة المدنية الإسرائيلية" في القدس المحتلة 34 عائلة من تجمعات "أبو النوار" الواقعة شرق العيزرية حتى نهاية الشهر الجاري، لإخلاء منازلهم بشكل طوعي.
ويتهدد خطر التهجير والإخلاء القسري تلك العائلات التي تقطن في المنطقة منذ عشرات السنين، حيث تصنف سلطات الاحتلال المنطقة البالغ مساحتها نحو 389 دونمًا كأراضي دولة.
ويقول الناطق الرسمي باسم تجمعات "أبو النوار" داود جهالين في تصريح خاص لوكالة "صفا" إن طواقم "الإدارة المدنية" أبلغتنا بشكل شفوي بضرورة إخلاء 34 عائلة من تلك التجمعات، وأمهلتهم حتى 28 مايو الجاري لتنفيذ قرار الإخلاء.
ويشير إلى أنها هددت تلك العائلات بترحيلهم بالقوة في حال رفضهم الإخلاء بشكل طوعي، محذرًا في الوقت ذاته من مخاطر تنفيذ هذا المخطط على السكان والوضع الاقتصادي.
وعرضت "الإدارة المدنية" سلسلة اغراءات وتسهيلات على تلك العائلات مقابل إخلائهم من المنطقة، إلا أنهم رفضوا ذلك، وطالبوا بعودتهم إلى وطنهم وأرض آبائهم وأجدادهم في تل عراد ببئر السبع، لافتين إلى أنهم يعيشون في هذه المنطقة منذ عشرات السنين، ولا يمكن اقتلاعهم منها.
ويضيف جهالين أن تلك العائلات يتهددها الترحيل والتهجير من المنطقة المذكورة إلى منطقة "بوابة القدس" بهدف تنفيذ مخطط "E1" الاستيطاني، مبينًا أن سلطات الاحتلال تواصل ضغوطاتها على السكان بكافة الوسائل والطرق من أجل اقتلاعهم بالقوة.
ويفيد أن طواقم من "الإدارة المدنية" برفقة قوات الاحتلال اقتحمت صباح الثلاثاء الماضي تجمعًا بدويًا في "أبو النوار"، وشرعت بإجراء مسحًا للمنطقة.
ويوضح أن سلطات الاحتلال أجرت إحصاءً للسكان والمساكن والبركسات الموجودة بالمنطقة، وذلك تمهيدًا لتنفيذ قرار إخلاء 34 عائلة بدوية، وتهجيرهم قسرًا خلال الفترة القادمة.
انعكاسات خطيرة
ولهذا المخطط، أضرار سلبية على السكان البدو، ليس فقط سياسيًا بل اقتصاديًا واجتماعيًا، ففي حال بدأت سلطات الاحتلال بتفريغ تجمع "أبو النوار" فإن هذا سيكون بداية لتهجير 22 تجمعًا بدويًا في القدس، ما يعني تنفيذ مخطط "القدس الكبرى".
ويبين جهالين أن المخطط الاستيطاني "E1" يهدف إلى تفريغ كامل الصحراء الفلسطينية من سكانها عبر تهجير التجمعات البدوية، بالإضافة إلى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها بشكل كامل وشامل، والقضاء على حلم إقامة الدولة الفلسطينية.
ويتابع أن تنفيذ هذا المخطط يعني تدمير الوضع الاقتصادي لـ2450 عائلة بدوية يقطنون في 22 تجمعًا بالقدس، والقضاء على الحياة البدوية، والثروة الحيوانية، باعتبارها مصدر الرزق الوحيد لهؤلاء السكان.
وفي حال تم إخلاء التجمع، فهذا يعني أنه سيتم العمل على وضع أول حجر أساس لبناء "بلوك ج" بواقع 1500 وحدة استيطانية، ولن يكون الموقع امتداد لمستوطنة "معاليه أدوميم أو مستوطنة "كيدار"، وإنما حجر الأساس لمخطط " E1". وفق جهالين
وحول وجود جهود لوقف تنفيذ القرار، يؤكد أن هناك جهودًا دبلوماسية تُبذل على أكثر من صعيد من أجل التدخل لدى سلطات الاحتلال لوقف تنفيذ أوامر الإخلاء، مشيرًا إلى أن القضية ما تزال في محكمة العدل العليا الإسرائيلية، حيث يتم متابعتها، ولكن حتى الآن لم يصدر أي قرار بشأنها.
وبحسب جهالين، فإن عدة وفود وشخصيات دولية زارت المنطقة، واطلعت على أوضاع السكان والمخاطر التي تتهددهم، مثل السفير الأمريكي، مدير عمليات "أونروا" بالضفة الغربية، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جيمس رولي، ممثلين عن السفارة البريطانية، بالإضافة لوزارة شؤون القدس ومحافظ القدس، وجميع السفراء المعتمدين لدى فلسطين.
ويضيف "تلقينا إشارات إيجابية من قبل السفارة الأمريكية ومجلس الأمن والأمم المتحدة وبريطانيا بشأن القضية، ونأمل الضغط على الاحتلال بشكل جدي لوقف تنفيذ المخطط".
ويشدد الناطق باسم تجمعات "أبو النوار" على أن السكان لن يتركوا المنطقة للاحتلال مهما كلفهم ذلك، مؤكدين صمودهم وثباتهم على أرضهم.
المصدر: وكالة صفا
أضف تعليق
قواعد المشاركة